29

مختصر كتاب الأم

الناشر

دار الأرقم بن أبي الأرقم

مكان النشر

بيروت

من مسح من رأسه شيئاً فقد مسح برأسه ولم تحتمل الآية إلا هذا وهو أظهر معانيها أو مسح الرأس كله.

قال الشافعي: إذا مسح الرجل بأي رأسه شاء إن كان لا شعر عليه وبأي شعرة رأسه شاء بأصبع واحدة أو بعض أصبع أو بطن كفه أو أمر من يمسح به أجزأه فكذلك إن مسح نزعتيه أو إحداهما أو بعضهما أجزأه لأنه من رأسه.

قال الشافعي: عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح بناصيته وعلى عمامته وخفيه(١).

قال الشافعي: عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فحسر العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه أو قال ناصيته بالماء(٢).

قال الشافعي: أخبرنا مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أنه قال قلت لعبد الله ابن زيد الأنصاري هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فقال عبد الله بن زيد نعم ودعا بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين مرتين وتمضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه وأقبل بهما وأدبر. بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى الموضع الذي بدأ منه ثم غسل رجليه(٣).

قال الشافعي: وأحب لو مسح رأسه ثلاثاً واحدة تجزئه وأحب أن يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما بماء غير ماء الرأس ويأخذ بالماء لأذنيه فيدخلهما فيما ظهر من الفرجة التي تفضي إلى الصماخ ولو ترك مسح الأذنين لم يعد لأنهما لو كانتا من الوجه غسلتا معه أو من الرأس مسحتا معه.

باب غسل الرجلين

قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى ﴿وأرجلكم إلى الكعبين﴾(٤).

(١) رواه مسلم كتاب الطهارة / باب جواز المسح ومقدم الرأس حديث ٨٣ / طبعة الشعب القاهرة.

(٢) ترتيب مسند الإمام الشافعي / كتاب الطهارة / الباب الخامس في صفة الوضوء الحديث ٧٨ ص ٣٢ ج ١.

(٣) رواه البخاري كتاب الوضوء باب مسح الرأس كله ص ٥٨ الجزء الأول دار الجيل بيروت.

(٤) الآية رقم ٦ من سورة المائدة.

29