10
وثلبته وبكتته. وقال أوغريس: «إن النفس التي تشرفت بنعمة الله تعالى وانفصلت عن البدن تسكن في أماكن العالم إلى محل ليس فيه ألم مكروه.»
الفصل الرابع والعشرون
في بيان أن اللذات الروحية التي تحصل للنفس بعد الانحلال
أعظم من اللذات الجسمانية والشهوات البدنية
نقول: كثير من الناس الجهال وبعض المتشبهين بأهل العلم زعموا أن اللذة الكلية هي البدنية، وأن لا نعيم سوى الهيولاني، ولذلك لا يطلبون
1
من البارئ تعالى إلا أنه لا يعدمهم شيئا من هذه اللذات، أعني المآكل والمشارب وما يشاكل ذلك في هذا العالم وفي الآتي. وهذا الظن بعيد عن الحق جدا، وهو ضرب من الجنون المحض، والأدلة العقلية على امتناع ذلك كثيرة: [57] الدليل الأول:
لو كانت اللذة الحقيقية هذه لكان القرد أعظم لذة من الإنسان؛ لأجل كثرة أكله، والذئب القرم لسرعة بطشه والباشق
2
صفحة غير معروفة