في عنصر بل قائمة بذاتها.
لو كانت جسما أو قائمة به للزمها الضعف بضعفه والانتعاش بانتعاشه، وليس الأمر في هذه الصفة لأننا نرى بعد الأربعين ضعف القوى البدنية وانتعاش القوى النفسانية مع عظم الإدراك وكمال العقل، ويشهد على هذا ما نطق به بولس الرسول حيث قال: «وإن كان الإنسان الظاهر يضعف لكن
4
الباطن ينتعش.»
5
وكذلك نرى الحواس الظاهرة يعرض لها الكلال أو سقوط قوتها بالكلية والنفس بالعكس من ذلك، أعني الحس يضعف بإدراك القوى مثل عجز
6
العين عن إدراك الشمس والأذن عن الأصوات الهائلة، والنفس تقوى بإدراك العظائم فإذن ليست بجسم. وكذلك يعرض للحواس أنها لا تقدر على إدراك الضعيف بعد القوي مثل الناظر زمانا طويلا إلى قرص الشمس فيعجز بعد ذلك عن إدراك مصباح موضوع بين يديه. [6] إننا نعلم بالضرورة أن السواد ضد البياض ولو لم يجتمعا
7
معا في فكرنا لما أمكننا
صفحة غير معروفة