المختصر في أخبار البشر

أبو لفداء ت. 732 هجري
130

المختصر في أخبار البشر

الناشر

المطبعة الحسينية المصرية

رقم الإصدار

الأولى

تصانيف

التاريخ
وعرفهم بذلك، قالوا له: إِن أحببت أنك تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت لأفعله حتى يطوف رسول الله ﷺ فأمسكوه وحبسوه، وبلغ رسول الله ﷺ أنّ عثمان قتل، فقال رسول الله ﷺ: " لا نبرح حتى نناجز القوم " ودعا رسول الله ﷺ إِلى البيعة،، فكانت بيعة الرضوان، تحت الشجرة، وكان الناس يقولون بايعهم رسول الله ﷺ على الموت، وكان جابر يقول: لم يبايعنا إِلا على أننا لا نفر، فبايع رسول الله ﵇ الناس، ولم يتخلف أحد من المسلمين إِلا الجد بن قيس استتر بناقته، وبايع رسول الله ﵇ لعثمان في غيبته، فضرب بإِحدى يديه على الأخرى، ثم أتى النبي الخبر أن عثمان لم يقتل. الصلح بين النبي وقريش ﷺ وقريش ثم إِن قريشًا بعثوا سهيل بن عمرو في الصلح، وتكلمّ مع النبي ﷺ في ذلك فلما أجاب إِلى الصلح، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله أو لست برسول الله، أولسنا بالمسلمين؟ فقال النبي ﷺ: إلى، قال: فعلام نعُطي لبينة في ديننا؟ فقال رسول الله ﷺ: " أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره، ولن يضيعني " ثم دعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن أكتب باسمك اللهم. فقال رسول الله ﷺ: اكتب باسمك اللهم، ثم قال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله، لم أقاتلك، ولكن أكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله ﷺ: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، سهيل بن عمرو، على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وأنّه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأشْهد في الكتاب على الصلح، رجالًا من المسلمين والمشركين، وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ، لما خرجوا من المدينة، لا يشكون في فتح مكة، لرؤيا رآها النبي ﷺ، فلما رأوا ما رأوا من الصلح، والرجوع، داخل الناس من ذلك، أمر عظيم حتى كادوا يهلكون، ولما فرغ رسول الله ﷺ من ذلك، نحر هديه وحلق رأسه، وقام الناس أيضًا فنحروا وحلقوا، وقال رسول الله ﷺ: يومئذ " يرحم الله المحلقين "، قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال: " رحم الله المحلقين حتى أعادوا، وأعاد ذلك ثلاث مرات، ثم قال: " والمقصرين " ثم قفل رسول الله ﷺ إِلى المدينة، وأقام بها حتى خرجت السنة ثم دخلت سنة سبع. غزوة خيبر ثم خرج رسول الله ﷺ، في منتصف المحرم من هذه السنة، أعني سنة سبع،

1 / 139