103

مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية

محقق

د. عبد العزيز بن عدنان العيدان، د. أنس بن عادل اليتامى

الناشر

ركائز للنشر والتوزيع - الكويت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

مكان النشر

توزيع دار أطلس - الرياض

فَصْلٌ (^١) حديثُ أنسٍ في نَفْيِ الجهرِ بالبسملةِ صريحٌ لا يَحتمِلُ تأويلًا، فإن فيه: «فكانوا يَستفتِحونَ بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾، لا يذكرونَ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ في أولِ قراءةٍ ولا آخِرِها» (^٢)، وهذا النفيُ لا يجوزُ إلا معَ العلمِ بذلك، لا يجوزُ بمجرَّدِ كونِه لم يسمَعْ معَ إمكانِ الجهرِ بلا سماعٍ، واللفظُ الآخَرُ في مسلم: «صليتُ خلفَ النبيِّ ﷺ وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ فلم أسمَعْ أحدًا منهم يجهَرُ - أو قال: يصلِّي - بـ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾» (^٣). فهذا نَفى فيه السماعَ، ولو لم يُرْوَ إلا هذا اللفظُ؛ لم يَجُزْ تأويلُه بأنَّه لم يكُنْ يَسمعُ معَ جهرِ النبيِّ ﷺ لوجوهٍ: أحدُها: أنَّه إنما رَوى هذا ليُبيِّنَ للناسِ ما كانَ يفعَلُه الرسولُ ﷺ؛ إذ لا غرضَ لهم في معرفةِ كونِ أنسٍ سمِعَ أو لم يسمعْ إلا ليَستدلوا بعدَمِ سَماعِه على عدَمِ المسموعِ، فلو لم يدلَّ؛ لم يكن أنسٌ يروي شيئًا لا فائدةَ فيه، ولا كانوا يَرْوُونَ هذا الذي لا يُفيدُهم.

(^١) ينظر أصل الفتوى في ذا الفصل في مجموع الفتاوى ٢٢/ ٤١٠. (^٢) رواه مسلم (٣٩٩). (^٣) رواه مسلم (٣٩٩).

1 / 107