مختصر العلو للعلي الغفار
محقق
محمد ناصر الدين الألباني
الناشر
المكتب الإسلامي
الإصدار
الطبعة الثانية ١٤١٢هـ
سنة النشر
١٩٩١م.
تصانيف
﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ولا نتقدم بين يدي الله بالقول، بل نقول: استوى بلا كيف، وأن له يدين كما قال: "خلقت بيدي" وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث" ثم قال: "وقالت المعتزلة: استوى على عرشه، بمعنى استولى، وتأولوا اليد بمعنى النعمة، وقوله: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ أي: بعلمنا".
٢٧٠ "المقالات" "ص٢١٠-٢١١ و٢١٨".
٢٨٩- وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب "جمل المقالات" له -رأيته بخط المحدث أبي علي بن شاذان- فسرد نحوا من هذا الكلام في مقالة أصحاب الحديث، تركت إيراد الفاظه خوف الإطالة، والمعنى واحد.
٢٩٠- وقال الأشعري في كتاب "الإبانة في أصول الديانة" له، في باب الاستواء.
فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل "له"١: نقول إن الله مستو على عرشه كما قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ وقال: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب﴾ وقال: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْه﴾ وقال حكاية عن فرعون: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ فكذب موسى في قوله: إن الله فوق السموات. وقال ﷿: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ فالسموات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السموات، وكل ما علا فهو سماء، وليس إذا قال: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ يعني جميع السموات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات، ألا ترى أنه ذكر السموات فقال: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾ ولم يرد أنه يملؤهن جميعا، "وأنه فيهن جميعًا" قال: ورأينا المسلمين جميعًا يرفعون أيديهم -إذا دعوا- نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش.
١ زيادة من المخطوطة، وقد وقعت هذه الزيادة في "الإبانة" بعد "قيل" ولعله الأقرب إلى الصواب.
1 / 238