268

بني تميم وهو لجهة داره ، فقمت إلى موسى ، فوجدته قد لبس جبة خز جديدة / في غاية الحسن. فوقفت في طريقه معارضا ، فوقف لي ، فقلت له : كيف أصبحت يا أبا عمران؟

قال : بخير.

فقلت له :

يا أكرم الإخوان للإخوان

فقال : أسمعك الله خيرا.

فقلت له :

إن لي حاجة فرأيك فيها

إن تقضها فأنت فوز زمان

فقال : قلها على اسم الله.

قلت له :

جبة من جبابك الخز كيما

لا يراني الشتاء حيث يراني

فقال : خذها على بركة الله ، ومد كمها فنزعها ، ولبستها ، ثم دخلت على أبي نواس.

فقال : من أين لك هذه؟

فقلت : من حيث جاءت جبتك هذه التي أنت لابسها.

فقال : لله درك كيف عرفته؟!

** نصيحة :

** ومما وقع من المبالغة في الكرم :

ومما حكاه أبو اليقظان [قال] (1): كان عروة أخا أبي بلال من الكرم والمروءة على حد لا نهاية له ، فغضب عليه عبد الملك بن زياد ، فقطع يده ورجله ، وصلبه على باب داره.

فقال عروة لأهله : أكرموا هؤلاء الموكلين بي ، واحسنوا إليهم ، فإنهم أضيافكم.

فرحم الله من هذه فعاله.

صفحة ٢٧٧