مختصر الإنصاف والشرح الكبير

محمد بن عبد الوهاب ت. 1206 هجري
87

مختصر الإنصاف والشرح الكبير

محقق

عبد العزيز بن زيد الرومي ومحمد بلتاجي وسيد حجاب

الناشر

مطابع الرياض

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الرياض

كتاب الصلاة كتاب الصلاة ... كتاب الصلاة لا نعلم خلافًا في وجوبها على النائم، بمعنى: أنه يقضيها، لقوله: "من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلِّها إذا ذكرها ". ١ رواه مسلم. وكذلك السكران، لأنه إذا وجب بالنوم المباح فبالمحرم أولى. وحكم المغمى عليه حكم النائم، يروى ذلك عن عمار وغيره. وعن ابن عمر: "لا يقضي". وقال مالك والشافعي: لا يقضي إلا أن يفيق في جزء من وقتها. وقال أصحاب الرأي: إن أغمي عليه أكثر من خمس صلوات، لم يقض شيئًا، وإلا قضى الجميع. ولنا: أن الإغماء لا يسقط فرض الصيام، ولا تطول مدته غالبًا، أشبه النوم، وقياسه على الجنون لا يصح، لأنه تطول مدته ويسقط عنه الصوم، أما المجنون فلا قضاء عليه إلا أن يفيق في وقتها، لا نعلم فيه خلافًا. ومن هنا إلى آخر الباب: من "الإنصاف": ويقضيها مسلم قبل بلوغ الشرع، وقيل: لا؛ اختاره الشيخ بناء على أن الشرائع لا تلزم إلا بعد العلم. قال: والوجهان في كل من ترك واجبًا قبل بلوغ الشرع، كمن لم يتيمم عند عدم الماء، ولم يزك أو أكل حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لظنه ذلك، أو لم تصل مستحاضة، ونحوه. قال: والأصح لا قضاء. قال في الفروع: ومراده: ولم يقض وإلا أثم، وكذلك من عامل بربا أو نكاح فاسد ثم تبين التحريم. وتجب على من زال عقله بمحرم، واختار الشيخ عدم الوجوب في ذلك كله، وقال في الفتاوى المصرية: تلزمه

١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٦٨٤)، والنسائي: المواقيت (٦١٤)، وابن ماجة: الصلاة (٦٩٥)، وأحمد (٣/١٨٤)، والدارمي: الصلاة (١٢٢٩) .

1 / 89