مختصر البويطي

للإمام الجليل الفقيه المناظر المجتهد

أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري

صاحب الشافعي

رحمه الله تعالى

(ت ٢٣١هـ)

دراسة وتحقيق وتعليق

أ.د. علي محيي الدين القره داغي

يُطبع لأول مرة على عدة نسخ معتمدة

دار المنهاج

مختصر البويطي

بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر البويطي

مختصر الأم للشافعي

للإمام الجليل الفقيه المناظر المجتهد

أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري

صاحب الشافعي

رحمه الله تعالى

(ت ٢٣١هـ)

دراسة وتحقيق وتعليق

أ.د. علي محيي الدين القره داغي

يُطبع لأول مرة على عدة نسخ معتمدة

دار المنهاج

اسم الكتاب : مختصر البويطي

المؤلف : الإمام يوسف بن يحيى البويطي (ت ٢٣١ هـ).

الإعداد : مركز دار المنهاج للدراسات

موضوع الكتاب : فقه شافعي

مقاس الكتاب : (٢٤ سم)

تصنيف ديوي الموضوعي : (٢٥٨٫٣)

عدد الأجزاء: (١)

عدد المجلَّدات: (١)

نوع الورق : شاموا فاخر

نوع التجليد : مجلّد فنيّ

عدد الصفحات : (١١٥٢ صفحة)

عدد ألوان الطباعة : لون واحد

التصميم والإخراج : مركز المنهاج للصف والإخراج الفني

لا يسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو أي جزءٍ منه بأيّ شكلٍ من الأشكال، أو نسخه، أو حفظه في أي نظام إلكتروني أو میکانیکي يمكِّن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه، وكذلك لا يسمح بترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبقاً من الناشر.

دَارُ المِنْهَاجِ

لبنان - بيروت

هاتف : 05 806906 - فاكس : 05 813906

دَارُ المِنْهَاجِ لِلنَشْرِ وَالتَّوْزِيعِ

لِصَاحِبِهَا عُمَر سَالِمْ بَاجْخَيْفْ

وَفَّقَهُ اللّه تَعَالى

المملكة العربية السعودية - جدة

حي الكندرة - شارع أبها تقاطع شارع ابن زيدون

هاتف رئيسي 6326666 - الإدارة 6300655

المكتبة 6322471 - فاكس 6320392

ص . ب 22943 - جدة 21416

عضو في الاتحاد العام للناشرين العرب

عضو في إدارة جمعية الناشرين السعوديين

عضو في نقابة الناشرين في لبنان

www.alminhaj.com

E-mail: info@alminhaj.com

الموزعون المعتمدون داخل المملكة العربية السعودية

جدة

مكتبة دار كنوز المعرفة

مكة المكرمة

مكتبة نزار الباز

مكتبة الأسدي

المدينة المنورة

مكتبة الزمان

دار البدوي

الدمام

مكتبة المتنبي

الطائف

مكتبة المزيني

الرياض

دار التدمرية

مكتبة الرشد

مكتبة العبيكان

مكتبة جرير

الموزعون المعتمدون خارج المملكة العربية السعودية

Virgin MEGASTORE

فيرجن وفروعها في العالم العربي

الجمهورية اليمنية

مكتبة تريم الحديثة - حضرموت

مملكة البحرين

مكتبة الفاروق - المنامة

الإمارات العربية المتحدة

حروف للنشر والتوزيع - أبو ظبي

مكتبة الإمام البخاري- دبي

مكتبة دبي للتوزيع - دبي

دولة الكويت

مكتبة دار البيان - حَوَلي

دار الضياء للنشر والتوزيع - حَوَلي

جمهورية مصر العربية

دار السلام - القاهرة

مكتبة نزار الباز - القاهرة

الجمهورية اللبنانية

الدار العربية للعلوم - بيروت

مكتبة التمام - بيروت

المملكة المغربية

مكتبة التراث العربي - الدار البيضاء

دار الأمان - الرباط

دولة قطر

مكتبة الثقافة - الدوحة

المملكة الأردنية الهاشمية

دار محمد دنديس - عمّان

الجمهورية العربية السورية

مكتبة المنهاج القويم - دمشق

جمهورية العراق

مكتبة دار الميثاق - الموصل

جمهورية الجزائر

دار البصائر - الجزائر

جمهورية الصومال

مكتبة دار الزاهر - مقديشو

ماليزيا

مكتبة توء كنالي - كوالا لمبور

جمهورية أندونيسيا

دار العلوم الإسلامية - سورابايا

انكلترا

دار مكة العالمية - برمنجهام

جمهورية فرنسا

مكتبة سنا - باريس

الهند

مكتبة الشباب العلمية - لكناؤ

الجمهورية التركية

مكتبة الإرشاد - إستانبول

قال الإمام الشافعي رحمه الله في حق البويطي :

( ليس أحد من أصحابي أعلم من البويطي ).

( وكان الشافعي يعتمد البويطي في الفتيا، ويحيل عليه إذا جاءته مسألة، وقد استخلفه على أصحابه بعد موته، فتخرجت على يديه أئمة ) طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (ت ٧٧١ هـ).

وأما كتابه : فقد وصفه الفقهاء بأنه ( غاية الحسن ) وأنه مختصر للأم مع اختياراته.

بين يدي الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على توالي نعمه وآلائه، والصلاة والسلام على صفوة عباده وأشرف أنبيائه، وعلى آله وأصحابه أهل ودّه وثنائه، صلاة دائمة لا تنقطع إلى يوم لقائه.

وبعد:

فالعلم أشرف ما رغب فيه الراغبون، وأفضل ما جدَّ وسعى في تحصيله الطالبون، وأينع مجتنىّ، وأغلى مقتنيّ، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ لا يمكن أبداً أن يستوي العالم والجاهل في الفضيلة، كما لا يمكن أن يستوي الذهب وغيره من المعادن الرخيصة، ولله در القائل حين قال:

رأيت العلم صاحبه شريفاً، وإن رُبِّيَتْهُ آباءٌ لئام

فللعلم عموماً والفقه خصوصاً فضائل لا تنتهي، ومآثر لا تنقضي،

ولكن حسبك قوله تعالى: ^{﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ﴾}، قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً، وجلالاً ونبلاً!).

وحسبك قوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً .. يفقهه في الدين، ويلهمه رشده)) ... وغيره من الفضائل والمآثر التي تضيق هذه العجالة عن بسطها والمقام عن حصرها.

هذا، وقد شهد القرن الثاني والثالث الهجريان نهضة في كافة المجالات؛ السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها، نهضة أبرزت الكثير والعديد من الرجال الكبار؛ من حفاظ ومحدثين وفقهاء، وقادة ومفكرين وفلاسفة ونحاة ولغويين، وشعراء وأدباء.

وفي هذين القرنين نهضت مدنٌ كثيرة وكبيرة؛ كدمشق وبغداد والبصرة والمدينة ومصر وغيرها، فأصبحت محط طلبة العلم والعلماء، ومعتركاً للرأي، ومقصداً للشعراء والأدباء، وأخذ شأنها يرتفع ويعلو، والحضارة فيها تزدهر وتسمو.

وفيهما أيضاً انتعشت العلوم والفنون ونشأت المذاهب الفقهية، ودُوِّن

العلم في السطور بعد أن كان مكنوناً في الصدور، وترجمت الكثير من كتب الحضارات السابقة؛ الهندية والفارسية واليونانية وغيرها، وما رافق ذلك من نشوء لتيارات فلسفية وفكرية كان لها أثرها السلبي والإيجابي على الحضارة الإسلامية، فكان هذا بشكل عام مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

***

والذي يعنينا من هذا كله: هو نشوء المذاهب الفقهية والتي اندثر بعضها مع مرور الزمن، وقدر الله أن يبقى منها الآن المذاهب الأربعة المعروفة، فخدمت هذه المذاهب خدمة كبيرة وعظيمة؛ إذ قد هُذِّبت ونُقحت، وصُنف فيها المختصرات والمطولات، وأقيم على أحكامها الدلائل النقليات والعقليات، وكانت لدهور طويلة عليها الأساس في الحكم والقضاء.

***

ومن جملة هذه المذاهب التي خُدمت واعتُني بها عناية كبيرة: مذهب الإمام المجتهد الحجة محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي رضي الله عنه؛ إذ أن خزانة الشافعية تضم في جنباتها الآلاف من الكتب المطبوعة والمخطوطة على اختلاف تنوعها ومراتبها وتاريخها،

ولا ريب أن ما ينسب للإمام الشافعي هو أعلاها منزلة، وأرفعها رتبة؛ إذ ضمت اجتهاداته وآراءه، وأدلته واستنباطاته.

ومن المعلوم أن للإمام الشافعي مذهبين حملهما عنه أئمة كبار؛ القديم: ألفه عندما كان بالعراق، والجديد: ألفه عندما انتقل منها إلى مصر، وعلى الجديد الصحة والفتوى، خلا بعض المسائل التي لا تتجاوز العشرين فإنه يفتى بها على القديم، أشار الإمام النووي إلى بعضها في مقدمة «مجموعه».

***

وللإمام الشافعي رضي الله عنه في مذهبه الجديد تلاميذ أجلاء وأئمة كبار، كالإمام البويطي، والإمام المزني، والإمام الربيع بن سليمان المرادي رحمهم الله تعالى، وكما كان له كتب حملها عنه أولئك التلاميذ الأئمة، ككتاب «الأم» الذي هو ينبوع مذهب الشافعية والمعين الأول الذي تستقى منه أقوال الإمام، ومختصره:

«المزني» الذي خدم خدمة كبيرة وعظيمة، وطبع قديماً وحديثاً، وقام بشرحه الكثير والعديد من الأئمة الكبار، ومنها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، ومن جملة هذه الشروح المهمة: «نهاية المطلب» للإمام الجويني، و«الحاوي الكبير» للإمام الماوردي، و«بحر المذهب» للإمام الروياني رحمهم الله تعالى.

و«البويطي»، وهو كتابنا هذا.

و ((مختصر البويطي)) من أعظم وأجل كتب الشافعي في مذهبه الجديد، قال الإمام ابن السبكي رحمه الله تعالى في طبقاته الكبرى: (وله المختصر المشهور، والذي اختصره من كلام الشافعي رضي الله عنه، قال أبو عاصم: هو في غاية الحسن، على نظم أبواب المبسوط، قلت: وقفت عليه، وهو مشهور).

وروى ابن عبد البر بإسناده في الانتقاء عن محمد بن فزارة الرازي، قال: قلت لأحمد ابن حنبل: إني كتبت الحديث وأكثرت منه، فلا بد لي من النظر في الرأي، فقال: لا تفعل، فقلت: لا بد أكتب رأي الأوزاعي أو رأي الثوري أو رأي مالك، قال: إن كنت لا بد كاتباً فاكتب رأي الشافعي، وعليك بـ البويطي فاسمعه منه، فإن فاتك فأبو الوليد بن أبي الجارود بمكة.

***

وقد نقل عن هذا المختصر الأئمة في كافة المذاهب عموماً والشافعية خصوصاً، كالإمام الجويني والشيرازي والغزالي والماوردي والرافعي والنووي، وغيرهم من كبار أئمة مذهب الشافعية رحمهم الله تعالى.

وهو كتاب ذكر الأدلة بأنواعها مما هو معتبر ومعتمد عند الإمام الشافعي في كثير من المواضع، كما أنه ذكر في كتابه أقوال أصحاب

المذاهب الأخرى إشارة أو صراحة، مع ذكر دليلهم في بعض الأحيان، ثم إعقابها بالرد أو الموافقة.

كما أنه ذكر غالب أبواب الفقه، على ترتيبها المعروف في كتب الفقه، خلا بعض الأبواب القليلة التي ذكرت في غير أماكنها.

كما أنه ذكر في هذا الكتاب الكثير من المسائل الأصولية، بل إنه قد أفرد أبواباً في الكلام عنها كـ (باب الرسالة) و(باب صفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم).

كما أنه ضم آراء الإمام البويطي واجتهاداته في المذهب، واجتهادات الإمام الربيع بن سليمان المرادي، في كثير من المواضع المبثوثة في الكتاب.

وقد اشتمل هذا الكتاب على فوائد وغرائب مذكورة في أكثر من موضع من الكتاب، وقد ذكر بعضها الإمام تاج الدين السبكي في (طبقاته الكبرى) رحمه الله تعالى.

ومع كون هذا (المختصر) مصدراً ومعيناً لكلام الإمام الشافعي وغير ذلك من الأمور التي يدركها مطالع هذا الكتاب؛ إلا أنه لم يلق اهتمام الأئمة شرحاً له كما لقيها (مختصر المزني).

***

هذا، وقد قام الدكتور علي القره داغي بتحقيق هذا الكتاب وإخراجه إلى عالم النور، بعد أن كان حبيس خزائن المكتبات التي لا تزال تزخر بآلاف المخطوطات التي ورَّثها علماؤنا الأخيار، والتي ملؤوها بشتى أنواع العلم والمعرفة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لإبراز هذا التراث كما يرضى مؤلفوه، وأن نكون من المساهمين في نشر العلم في كافة أرجاء المعمورة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النَاشِرُ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأخيار، ومن تبع هداهم إلى ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾^(١).

وبعد:

فهذا الكتاب (مختصر البويطي) الذي نحن بصدد نشره قد انشغلت بتحقيقه، وجمع نسخه منذ عام (١٩٨٠م) حيث حال دون إنجازه بسرعة السعي للحصول على أكبر قدر ممكن من النسخ، وإخراجه بصورة أفضل أمام نص الكتاب؛ حتى يخرج في أصح وأدق صورة، وأبهى منظر، وإحساسي بالمسؤولية بالإضافة إلى مشاغلي.

فهو يعدّ من أهم الكتب الشافعية؛ فهو مختصر لكتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله، بالإضافة إلى بعض آرائه الخاصة، واجتهاداته التي اختلفت عن آراء الإمام الشافعي.

وهذا الكتاب بلا شك يخدم المكتبة الإسلامية من عدة جوانب؛ فهو كتاب فقهي قديم يضم بين ثناياه ثروة فقهية غزيرة، ويحمل في طياته