مختارات من مقالات أمرسن

ليو تولستوي ت. 1450 هجري
77

مختارات من مقالات أمرسن

تصانيف

واكتسوا بكل جمال

يستطيع اللون أو التناسب

أن يضفيه على أجسامكم.

فإن فقدتم هذه الفنون الصامتة

من رسوم وصور

فقد تحتاجون إلى صفات أخرى

يميزها سمو الإحساس باحترام النفس والكرامة

اللذين تلقاهما في الحركات الصادقة.

بن جونسن

يقال إن نصف العالم لا يعرف كيف يعيش النصف الآخر، ولقد رأى رجال حملتنا الكشفية أهل جزيرة فيجي يتناولون عشاءهم من العظام البشرية، وقيل إنهم يأكلون زوجاتهم وأطفالهم. والاقتصاد المنزلي عند سكان جورنو المحدثين (غربي طيبة القديمة) فيه فلسفة خاطئة. إعداد المنزل عندهم لا يتطلب سوى إناءين أو ثلاثة من الخزف، وحجر لطحن الطعام، وحصيرة هي الفراش. والبيت وهو المقبرة، مستعد، لا يدفع عنه صاحبه أجرا أو ضريبة. لا تتسرب إليه مياه الأمطار من السقف، وليس له باب؛ إذ ليست إليه حاجة، فليس هناك ما يخشى ضياعه، فإذا ضاقوا ذرعا ببيوتهم خرجوا منها ودخلوا غيرها؛ إذ إن تحت تصرفهم مئات عديدة. ويضيف إلى ذلك بلزوني الذي ندين له بهذا الوصف: «إن الكلام عن السعادة فيه شيء من الغرابة بين قوم يعيشون في القبور بين الجثث والخرق التي خلفتها أمة قديمة لا يعلمون عنها شيئا.» وفي صحاري بورجو لا يزال قوم «تبو» الجبليون يعيشون في الكهوف كالسنونو الجبلي، ولغة هؤلاء الزنوج يشبهها جيرانهم بصراخ الوطاويط وشقشقة العصافير، ثم إن أهل برنو لا يتسمون بأسماء الأعلام، إنما يسمى الأفراد بارتفاعهم أو بدانتهم أو أية صفة عارضة أخرى، وليست لهم إلا أسماء مستعارة. غير أن الملح والبلح والعاج والذهب التي من أجلها يرتاد الرحالة هذه المناطق المرعبة تجد سبيلها إلى بلاد من العسير أن تسوي المشتري والمستهلك فيها بهذا الجنس الذي يأكل لحوم البشر ويسرق الآدميين، بلاد يخدم الناس فيها أنفسهم بالمعادن والأخشاب والحجر والزجاج والصمغ والقطن والحرير والصوف، ويكرم الناس فيها أنفسهم بفن البناء، ويسنون القوانين، ويحاولون تنفيذ إرادتهم بأيدي أمم كثيرة، وهم ينشئون - بنوع خاص - طبقة ممتازة، تجدها شائعة في كل بلد به رجال أذكياء، وهي أرستقراطية قائمة بذاتها، أو أخوة بين الخيار، تخلد نفسها بغير قانون مدون أو عادة محكمة من أي نوع، وتستعمر كل جزيرة حديثة الزراعة، وتتخذ لنفسها - وتصنع - أي ضرب من ضروب الجمال أو أية صفة عجيبة قومية ممتازة حيثما ظهرت.

صفحة غير معروفة