مختارات من مقالات أمرسن

ليو تولستوي ت. 1450 هجري
71

مختارات من مقالات أمرسن

تصانيف

أنا أعلم أن العالم الذي اضطرب فيه في المدينة وفي المزرعة ليس هو العالم الذي «أفكر» فيه. ولسوف أعرف ذات يوم قيمة هذه المفارقة وناموسها. ولكني لم أجد أني أفدت كثيرا من محاولاتي العملية لتحقيق عالم الفكر. كثير من الأشخاص المتحمسين يقومون بالتجارب المتوالية في هذا السبيل، فيضعون أنفسهم في مكانة تبعث على الضحك والسخرية. إنهم يكتسبون عادات شعبية، ويرغون في أفواههم، ويكرهون وينكرون. وأسوأ من ذلك أني ألاحظ أن ليس في تاريخ البشر مثل فريد للنجاح، إذا اتخذنا مقاييسهم للنجاح . وإني أذكر ذلك جدلا، أو إجابة على هذا السؤال: لماذا لا تحقق عالمك؟ ولكن ما أبعدني عن اليأس الذي يتعجل الحكم على القانون العام بتجربة تافهة؛ لأن كل محاولة صحيحة لا بد أن تنجح. صبرا، صبرا، وسوف تكسب في النهاية. يجب أن نرتاب أشد الريبة في خداع عامل الوقت. فالأكل، أو النوم، أو اكتساب مائة دولار، يستنفد وقتا طويلا، في حين أن الترحيب بالأمل وبالبصيرة التي تضيء حياتنا لا يتطلب إلا وقتا وجيزا. إننا نهذب بستاننا، ونتناول غذاءنا، ونناقش شئون المنزل مع زوجاتنا، بيد أن هذه الأمور لا تترك أثرا، وتنسى في الأسبوع التالي. أما في العزلة التي يأوي إليها كل إنسان دائما، فإنه يجد فيها صحة العقل والإلهام الذي يحمله معه في رحلته إلى عوالم جديدة. وكأنها تقول: «انهض مرة أخرى أيها القلب العجوز ولا تعبأ بالسخرية، ولا تعبأ بالهزيمة! فالنصر آت تحقيقا للعدالة.» والقصة الخيالية التي توجد الدنيا لتحقيقها، هي تحول العقل العبقري إلى قوى عملية.

الشخصية

غربت الشمس، ولكن أمله لم يغرب،

وأشرقت النجوم، وسبقها إلى الإشراق إيمانه،

وحدق في المجرة العظمى،

فبدت عينه أشد عمقا وأطول عمرا.

إن آلامه العظمى تعادل صموت الزمن.

ثم تكلم، فعادت كلماته، وهي أشد رطوبة من قطرات المطر،

بعصر الذهب مرة أخرى:

واكتسبت أعماله عذوبة وجلالا،

صفحة غير معروفة