مختارات شعراء العرب لابن الشجري
الناشر
مطبعة الاعتماد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٤٤ هـ - ١٩٢٥ م
مكان النشر
مصر
فبرقُها حرقٌ، وماؤها دفقٌ ... وتحتها ريقٌ، وفوقها ديمهْ
كأنَّ برقها النيران تحرق. والريق: أول الماءِ. والديمة قطر دائم في سكون.
ويروى: وتحتها رنقٌ، أي كدرٌ.
فذلك الماءُ لو أني شربت به ... إذا شفى كبدًا هيماَء مكلومهْ
ويروى: شكاءَ، ويه التي شكت، أي طعنت فانتظمها الطعن.
هذا ودوية تعيا الهداةُ بها ... ناءٍ مسافتها كالبردِ ديمومهْ
ديمومة: اشتقت من دممت الشيءَ فهو مدموم، أي سويته، وإنما جعلها كالبرد لآثار الرياح.
جاوزتُ مهمهَ يهماها بعيهمة ... عيرانةِ كعلاةِ القينِ معقومهْ
العيهمة: الضخمة. ويقال تمهمه: إذا تلبث، وإنما اشتقاق المهمه من ألاَّ يتمهمه فيه الركبُ: أي لا يتلبثون منْ خوفه. واليهماءُ: العمياء التي لا أعلام بها. وكان رسول الله ﷺ يتعوذُ من الأيهمينِ، وهما السيلُ والجمل الهائج، وهما الأعميان، وذلك أنه لا يريد وجوههما شيء.
أرمى بها عرض الدويّ ضامرةً ... في ساعة تبعث الحرباَء مسمومه
الدوية: الخالية يدوي فيها السمع. ومسمومة من السموم.
وقال:
يا دارَ هندِ عفاها كلُّ هطالِ ... بالجوِّ مثلَ سحيقِ اليمنةِ البالي
هطال: صباب. والجو: موضع. ويروى: بالخبتِ؛ وهو ما اطمأن من الأرض، وجمعه خبوت. وسحيق: ثوب خلق. واليمنة: البرد اليماني.
جرتْ عليها رياحُ الصيفِ فاطردتْ ... والريحُ مما تعفيها بأذيال
اطردتْ: جاءتْ وذهبتْ. ويروى: فاطرقتْ؛ أي تلبدت الدار. يقال: أتانا فلان مطارقًا بين ثوبين. ومنه النعل المطرقة. وقيل: اطرقت: صارت هذه الرياح بعضها على بعض كما يتطارق الريش: يتراكب.
حبستُ فيها صحابي كي أسائلها ... والدمعُ قد بلَّ مني جيبَ سربالي
شوقًا إلى الحيِّ أيام الجميعُ بها ... وكيف يطربُ أو يشتاقُ أمثالي
كيف يشتاقُ أو يطرب مثلي في كبر سني.
وقد علا لمتي شيبٌ فودعني ... منه الغواني وداعَ الصارمِ القالي
اللمة: الجمة. والغواني من النساء: المستغنيات بجمالهن وحسنهنّ عن الزينة متزوجات وغير متزوجات. والصارم: القاطع. والقالي: المبغض.
2 / 45