قالت: «إلى أي مال يمكن أن يحصل عليه، بطريقة شريفة! وكان مالي كل ماله إلى وسيلة.»
فسألتها: «وأخذ ما معك؟»
فترددت مرة أخرى، وكانت عينها تتوسل إلي وتضرع، ثم قالت: «أعطيته ما عندي.»
وما زلت أذكر نبرة صوتها وهي تنطق بهذه الكلمات، وما فتئت أعدها أشبه ما سمعت، بأصوات الملائكة، ولكني حين سكت أذني هذه الألفاظ انتفضت قائما كأنما أصابتني مساءة شخصية وقلت: «يا لله! هل تسمين هذا حصولا على المال بوسيلة شريفة؟»
وكان هذا شططا مني، فقد اتقد محياها وقالت: «دع الكلام في هذا؟»
فقلت وأنا أقعد ثانية: «بل يجب أن نتكلم في هذا! إني صديقك، ويخيل إلي أن بك حاجة إلى صديق. فما خطب ابن عمك؟ ماذا دهاه؟»
قالت: «إنه مدين.»
قلت: «لا شك، ولكن ماذا يجعل من حقه أن تؤدي عنه دينه؟»
قالت: «قص علي قصته كلها، وأنا آسفة جدا له.»
قلت: «وأنا مثلك، ولكني أرجو أن يرد إليك مالك.»
صفحة غير معروفة