فنظرت إليه - أقصرت عن العتاب - ولكن نظرت إليه.
وقال: «شارل، يا صديقي العزيز الأثير، أرجو ألا تظن بي سوءا، وإني لأعلم أن لك حقا في أن أطلعك على دخيلة قلبي. وصدقني حين أقول إني ما ضننت قط من قبل عليك بالثقة بك والاطمئنان إليك، وإني لأمقت الكتمان فإنه لؤم لا يطاق، ولكني أنا وفتاتي حرصنا على الكتم من أجلك .»
هو وفتاته! لقد جعل ذلك قلبي حجرا.
وقلت وأنا أتعجب لوجهه الصريح كيف وسعه أن يلقاني به: «حرصت على الكتمان من أجلي أنا يا سيدي؟»
قال: «نعم، ومن أجل أنجيلا أيضا.»
فأحسست أن الأرض تدور بي، وتضطرب، كالنحلة
5
وقلت وأنا أعتمد على الكرسي بيدي: «هل لك أن تفسر معنى ذلك؟»
فقال إدوين بلهجته الودية: «يا عزيزي شارلي. فكر! لقد كنت على خير حال وأسعده مع أنجيلا، فكيف أزج بك في ورطة مع أبيها بإشراكك في العلم بأمر خطبتنا، وبما عزمنا عليه سرا، بعد أن رفض؟ من المحقق أنه خير لك أن تستطيع أن تقول، وأنت صادق: «إنه لم يستشرني قط، ولم يخبرني بشيء، ولم ينبس بكلمة على مسمع مني.» وإذا كانت أنجيلا قد فطنت إلى الباطن من أمري، وأولتني كل ما في طاقتها من العطف والتأييد، بارك الله فيها من فتاة منقطعة النظير، وزوجة يعيي الزمان مكان ندها، فما كان لي في هذا حيلة، وما قلنا لها - لا أنا ولا إميلين - شيئا، كما لم نقل لك شيئا، وقد توخينا الكتم عنها، كما توخيناه عنك، لنفس السبب، فثق بي، وصدقني.»
كانت إميلين بنت عم أنجيلا، وكانت تعيش معها، وقد شبا معا، وكان والد أنجيلا قيما عليها، فإن لها مالا.
صفحة غير معروفة