وقد كان شيخنا وعلامة عصرنا الحافظ المحقق أبو الحسين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله وحفظه، عزم على تأليف كتاب جامع لما صح من الروايات، مع الفوائد التي لا غنى عنها، مع إعمال الأدلة، وبيان مدلولاتها، والجمع بين مختلفاتها، فعاقته عن هذا الشواغل، وتوارد الموانع، وعسى ولعل أن يمكنه الله من ذلك.
قال أيده الله في المقدمة التي كان قد وضعها لذلك الكتاب ما لفظه: هذا وفي خلال العمل السابق جمع الولد العلامة الأوحد محمد بن حسن العجري بارك الله في أعماله، وكثر في أهل العلم من أمثاله، ما تحصل له من الأخبار معتمدا على ما سبق تصحيحه من الأسانيد في لوامع الأنوار، وعلى مختصر الطبقات في تراجم الرجال، وعرض ذلك بعد طلبه علي، وفوض النظر فيما رأيته إلي، وقد كنت قصدت الإكتفاء به إن كان وافيا بالمراد ؛ لما تصفحته، وجدته قد أفاد إلا أن ثمة فوائد يلزم أن تزاد، مع أنه طال بما تعرض له من المباحث الخارجة عن المقصود، وبنقل التراجم من مختصر الطبقات، وما أخذ منها لبعض رجال الإسناد، ومحل ذلك كتب الرجال، كطبقات الزيدية، ومختصرها، ومطلع البدور، والفلك الدوار، وما تضمنته كتب السير والأخبار، على أن الذي فيه غير كاف لطالبه، وقد جمعت بحمدالله تعالى في لوامع الأنوار بغية الرايد، وضالة الناشد، وأفردت للرجال فصلا مفردا العمل الآن جار في إتمامه بإعانة الله وتيسيره، وفي كل ثمرات لمجتنيها. انتهى.
قلت: والجمع الذي أشار إليه هو هذا الذي نقلناه واختصرناه.
صفحة ٢٦