المغيث ، وانفصلوا من غير رضي إلى عكا . ولما كان يوم السبت رابع جمادى الآخرة ، ركب السلطان ، وجرد من كل عشرة فارسا واحدا ، وساق من منزلة الطور نصف الليل ، وأصبح في الوادي الذي يقارب عكا ، وأمر الناس بلبس السلاح ، ولم يزل سائقا إلى أن طاف بها من جهة البر . وسير جماعة إلى برج كان قريبا منها فيه جماعة منهم ، فحاصروه ، وأخرج من كان فيه بالأمان . وأقام إلى المغرب والفرنج ينظرونه من أبواب المدينة وتل الفضول . ولما أصبح ، ركب وساق إليها ، وردم خنادق كانت حول تل الفضول ، معاثر في الطريق ، وحرق ما حول عكا من الأبراج والأسوار . وقطعت الناس الأشجار ، وأحرقوا الثمار . وقتل جماعة من كنودهم وفرسانهم ، وكشف عكا ، وعلم من أين يحصل الاستيلاء عليها . وثني عنان فرسه راجعا ، إمهالا وإهمالا . وفي هذه السنة وصل إلى البيت المقدس ، وزار وطلع على قبة الصخرة من خارجها ، ورأى ما هو محتاج إلى العمارة . وكتب بإحضار مايحتاج إليه من الشام . ونادي بأن أحدا لا ينزل في زرع ، ولا يطعم منه فرسه .
أولاد الملك المغيث . ونزل أولاد المغيث وجماعة من أهلها بالمفاتيح ، وسألوا العفو ، فحلف لهم على ما طلبوه ، وأعطاهم حتي أرضاهم . وتسلم الحصن ، ورتب أحواله ، وأعطى أولاد الملك المغيث جميع ما حواه الحصن من مال ، وقماش ، وأثاث . وخلع على الملك العزيز ولد المغيث ، وعلى الطواشي بهاء الدين صندل ، وشهاب الدين بن صعلوك أتابكه . واستناب الأمير عز الدين أيدمر الظاهري أستاذ الدار ، وأضاف له النظر على الشوبك . وعاد إلى القاهرة ، فدخلها في سابع عشر رجب ، وزينت . وفي ذلك الوقت ، أمر فخر الدين عثمان ابن الملك المغيث بمائة فرس .
ونزل خارج المدينة . ونادى بأن لا ينزل في الثغر
صفحة ٢٥