طب مش عايز حاجة؟
الأخ :
أيوه عايزك قبل ما تمشي تخليهم يغيروا يافطة المؤسسة ويحطوا يافطة مؤسسة السعادة الحقيقية م. س. ح. الكاف دي يلغوها خالص، يلغوا أي كاف؛ فلقد آن للعالم أن يتذوق طعم السعادة الحقيقية. (تنسحب ألماظ بهدوء ويبقى الأخ وحده في منتصف الحجرة ثم يهبط الستار ببطء.)
وهكذا يخطط العالم أجمع - والفكرة التي تبدأ مجرد إيمان في قلب إنسان واحد ما يلبث أن يعتنقها نفر قليل من المؤمنين المخلصين يكافحون ويناضلون ويضطهدون ولكنهم بالإيمان واليقين ينصرون. (ستار)
الفصل الثالث
(يفتح الستار على عرض سينمائي أو عرض بالشرائح يصور العالم كله وقد تخطط، الشوارع مخططة بالخطوط العريضة البيضاء والسوداء، البيوت، إشارات المرور، الأوتوبيسات، واجهات الدكاكين والناس جميعا يرتدون المخطط، في آسيا وأفريقيا، واسنكندناوه، حتى بالونات الأطفال مخططة، والطائرات والطيور، وحتى الأسماك في البحر مخططة.)
صوت الميكرفون (معلقا على الفيلم أو الشرائح) :
وهكذا تخطط العالم أجمع، والمذهب الذي بدأ مجرد إيمان في قلب إنسان واحد ما لبث أن اعتنقه نفر قليل من المؤمنين المخلصين، كافحوا، وناضلوا، واضطهدوا، ولكنهم بالإيمان واليقين انتصروا، وانتهت التعاسة من فوق سطح الكرة الأرضية وحلت الخطوط محل الفوضى. إنها وإن كانت رحلة المائة شهر في عمر الإنسانية إلا أنها لم تكن سهلة أبدا أو ميسورة؛ فقد كافح الناس طويلا من أجل ذلك اليوم، وصبر مواطنو العالم كثيرا ليعيشوا إلى الوقت الذي يرون فيه عالمهم وقد اختفى منه كل القبح وحل الجمال، وأصبح الأبيض والأسود هو القانون، إننا في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بالذكرى الأولى لنجاح التخطيط وشموله العالم كله، إنما نتوجه بقلوبنا وأرواحنا إلى زعيمنا وزعيم المخططين في الدنيا، إلى الرجل الذي آمن وانتصر وانتصرنا معه، إلى الأخ الأكبر قائدنا ومعلمنا وخالق التخطيط في العالم كله ومطبقه. (في هذه الأثناء تتدلى صورة الأخ؛ صورة ضخمة له وهو يرتدي سترة مخططة وكرافتة مخططة ومنديلا مخططا، لتصنع الخلفية التي يعرض عليها الجزء الأخير من الفيلم أو «الشرائح». ثم تصبح الصورة هي وحدها المضيئة، حين ينتهي الفيلم والتعليق تبدأ إضاءة خفيفة على المسرح لا تلبث أن تعلو لنجد قاعة ضخمة للاجتماعات لها نافذة كبيرة على فيراندة، وبابان يمين ويسار، وفيها منضدة اجتماعات هائلة المساحة، وعلى رأسها كرسي هائل الضخامة أيضا وعلى جانب منها أربعة كراسي وجهاز أشبه بالشفونيرة تحت الصورة أو قريبا منها، وكل جدران القاعة وسقفها والمنضدة والكراسي وكل شيء مخطط بالأبيض والأسود. في وسط القاعة تلمح صورة الأخ، ونجد الأخ نفسه وهو يبدو أكبر كثيرا من صورته وقد خط الشيب شعره وبجانبه ألماظ وهما يتطلعان إلى الصورة.)
ألماظ :
تسمح لي أقول لك كل سنة وانت طيب؟
صفحة غير معروفة