الإخلاص مقدم على النبوة والرسالة في قوله تعالى: (وَاذكُر فيِ الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيَّا)، وذلك لشرف الإخلاص وفضله، وتقدم وجوده على وجودهما، وكونه سببا في الترشيح لمنصب الرسالة والنبوة.
وحقيقة الإخلاص: تصفية العمل عن ملاحظة الخلق، وتحديد الإرادة بالعمل لله وحده دون شيء آخر سواه، وبهذا المعنى وحده تتحقق نجاة الإنسان من سوء الذنوب وسوء الدنيا بوجه عام، انظر إلى قوله تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصرفَ عَنهُ السُّوءَ والفَحشَاءَ إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ)، فأنت ترى الإخلاص سببا في صرف السوء والفحشاء عن يوسف ﵇، كما أنه سبب لاصطفاء المخلصين للنبوة والرسالة. وحب الله حسب درجات الإخلاص.
فالإخلاص شرط عام في قبول جميع أنواع الطاعات، وكل عمل خلا منه فهو إلى الهلاك أقرب، ففي الحديث المرفوع:) إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه (ولأهمية الإخلاص كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري:) من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس (،
1 / 98