الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم
الناشر
مكتبة الخانجي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
فهارس الكتب والأدلة
١٢- وقد زان ذلك كله حسن البيان، وصفاء العبارة. فالرجل ﵀، كان أديبًا شاعرًا. وقد كان الأدب ومازال، خير سبيل لإيصال المعرفة، وسرعة أنصابها إلى السمع، واستيلائها على النفس. والبليغ يضع لسانه حيث أراد. وإنك لتجد كثيرًا من الدراسات قد جمعت فأوعت، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة؛ لجفافها وعسرها.
أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل، وكرم الطبع، ونقاء الخلق، فهو مما لهج به الخاصة والعامة، ممن اتصلوا بالرجل، بسبب من الأسباب.
ولست أشك في أن إقامة الزركلى ﵀ في مصر والمغرب، سنين ذوات عدد، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ. وآية ذلك أن كثيرًا من نماذج المخطوطات، التي امتلأ بها كتابه، من محفوظات دار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات بالقاهرة، وخزائن الكتب الخاصة والعامة، بالمغرب الأقصى (١) .
_________
(١) معلوم أن الزركلى، ﵀، قد أنشأ مطبعة بالقاهرة، أواخر عام ١٩٢٣م سماها "المطبعة العربية" وكان مقرها بشارع المزين بالموسكي نشر فيها بعض كتبه، وكتبًا أخرى، إلى أن باعها، سنة ١٩٢٧م. ثم قضى بالقاهرة أعوامًا، مستشارًا للمفوضية العربية السعودية، ووزيرًا مفوضًا، ومندوبًا دائمًا للمملكة العربية السعودية بمصر، لدى جامعة الدول العربية، من سنة ١٩٣٤م إلى سنة ١٩٥٧م وله بمصر، صهر ورحم. وقد ظهرت الطبعة الأولى والثانية من "الأعلام" بالقاهرة.
كما أنه عين سفيرًا للمملكة العربية السعودية في المغرب، حيث قضى هناك أعوامًا، جمع فيها مادة محررة لتراجم المغاربة والأندلسيين، وقد فتح له أهل المغرب قلوبهم ومكتباتهم معًا. وإذا دخل العلم من باب الحب، فليس من وراء ذلك شيء.
1 / 86