246

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

تصانيف

وسبيل خلق الله لفعل العبد واختراعه إياه، وإخراجه له من معنى العدم (¬1) إلى معنى الوجود (¬2) ، وجعله على ما هو به من أنه شيء ومحدث، وعرض، وحركة، وسكون، وملازم للفناء غير موصوف بالبقاء، ولا مدرك بالأبصار، ولا متجل للعيان، مخالف لما خالف، موافق لما وافق، هو سبيل ما أضفناه إلى الله تعالى من الأملاك التي ذكرناها، والأفعال التي عددناها، ونسبناها إليه، ونفينا عن الله في جميعها الشركة، مع إضافتنا ذلك إليه، لاختلاف جهات الإضافة في معاني الملك والفعل جميعا.

¬__________

(¬1) العدم ضد الوجود، وهو مطلق أو إضافي، فالعدم المطلق هو الذي لا يضاف إلى شيء، والعدم الإضافي أو المفيد هو المضاف إلى شيء، لقولنا: عدم الأمن، وعدم الاستقرار، وعدم التأثير.

قال ابن سينا: البالغ في النقص غايته، فهو المنتهي إلى مطلق العدم، فبالحري أن يطلق معنى العدم المطلق. راجع الإشارات 69 70.

(¬2) الوجود مقابل للعدم، وهو بديهي فلا يحتاج إلى تعريف إلا من حيث إنه مدلول للفظ دون آخر، فيعرف تعريفا لفظيا يفيد فهمه من ذلك اللفظ لا تصوره في نفسه.

والوجود عند الفلاسفة: مقابل للماهية؛ لأن الماهية هي الطبيعة المعقولة للشيء، والوجود هو التحقق الفعلي له، وكون الشيء حاصلا في التجربة غير كونه ذا طبيعة معقولة. راجع منطق المشرقيين ص 22.

صفحة ٤٨