215

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

تصانيف

أما حقيقة العلم: فتبين الشيء على ما هو به، وحقيقة الجهل: ألا يستبان الشيء على ما هو به، آخر: حقيقة العلم: درك الشيء على ما هو به، وحقيقة الجهل: ألا يدرك الشيء على ما هو به، آخر: حقيقة العلم: اعتقاد الشيء على ما هو به، وحقيقة الجهل: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو به، أما حقيقة الفهم: فهو اتفاق الشيء على الوجه الذي هو به عن نظر، وحقيقة الفقه: عبارة عن كل علم يتيقنه العالم به عن فكر، وأما حقيقة الشك: فهو الوقوف بين صفتي الشيء من غير ترجيح لإحداهما على الأخرى، وأما حقيقة الظن: فهو تغليب إحدى الصفتين على الأخرى، وأما حقيقة التقليد: فقبول قول القائل ممن لا يؤمن عليه الخطأ، من غير دلالة ولا حجة ، وأما حقيقة البرهان: فهو ما أثبت المعنى في النفس، وأما حقيقة الحجة: فهو ما يقطع به المناظر حقيقة الشيء المنظور فيه، وأما حقيقة الشبهة: فهو ما يتخيل للناظر أن ما نظر فيه دليل، وهو بخلاف ذلك. وأما حقيقة الاستحسان: فهو شهوة النفس، والميل بالهوى إلى القول، وأما حقيقة المعقول: فهو ما سبق إلى الفهم من حكم الخطاب، وأما حقيقة النظر: فهو استعمال الفكر في قوة الدلالة، والقياس مثله، وأما حقيقة الجدل (¬1) :

¬__________

(¬1) الجدل: هو في اصطلاح المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات مشهورة أو مسلمة، والغرض منه إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراج مقدمات البرهان.

الجدل في الأصل من الحوار والمناقشة. قال أفلاطون: الجدلي هو الذي يحسن السؤال والجواب، والغرض منه الارتقاء من تصور إلى تصور.

وقال صاحب المفردات: الجدل المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله، ومنه الجديل، والأجدل الصقر المحكم البنية، والمجدل القصر المحكم البناء، ومنه الجدال، وقيل الأصل في الجدال الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة: وهي الأرض الصلبة، قال تعالى: (وجادلتهم بالتي هي أحسن) سورة النحل آية 125، وقال تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) سورة الكهف آية 54. راجع المفردات 89، 90، وتعريفات الجرجاني، وكرايتل ص 390.

صفحة ١٦