عرفنا كثيرين من الأساقفة في هذا القرن في أكثر مدن سورية، وذكرناهم في المجلد الرابع من تاريخنا من صفحة 476 إلى صفحة 482، وضربنا عن ذكرهم هنا رغبة في الإيجاز. (3) في بعض المشاهير الدينيين السوريين في هذا القرن
يوحنا من أباميا
ولد هذا في أباميا على العاصي وأخذ السيرة الرهبانية في أحد الأديار، التي كانت كثيرة هناك فعاش بالورع والتقشف، وألف ثلاثة كتب في التدبير الروحي وأميال النفس والكمال، وحرم بطريرك النساطرة تلاوة كتبه؛ لأنها تضادهم ويظهر أنه كتب بالسريانية لا اليونانية، وذكر له السمعاني (مجلد 2 من المكتبة الشرقية صفحة 431) عنوان سبع خطب، وعنوان عشرين فصلا خمس رسائل في التثليث والتجسد والتوبة والإيمان، وكان له تلميذ اسمه يعقوب له من التآليف تفسيرات لبشارة متى ورسائل بولس الرسول ونبوة إرميا النبي.
بروكوب الغزي
ولد بغزة بفلسطين في أواخر القرن الخامس، وعكف على درس العلوم الدينية واشتهر بها في أيام الملك يوستينوس الأول، وكان ضليعا في معرفة الأسفار المقدسة مجملا بالخلال الحميدة والفضائل، وقد رد بصلاته كثيرين إلى السراط المستقيم، والمشهور من تآليفه تفسيره أسفار التكوين والخروج والأحبار والعدد، وتثنية الاشتراع وسفر يشوع بن نون، وسفر القضاة وأسفار الملوك والأيام وأمثال سليمان، ونشيد الأنشاد ونبوة إشعيا وله خطب في موضوعات شتى.
يوحنا الأنطاكي
ولد بأنطاكية في مبادي القرن السادس، وعكف على درس العلوم والفنون، ومارس أولا صناعة محامي الدعاوى ثم انصب على درس العلوم الدينية، ورقي إلى درجة الكهنوت وأرسله بطريركه الأنطاكي إلى القسطنطينية وكيلا له في مهامه، وألف حينئذ مجموعة للقوانين البيعية مثبتة في التأليف الموسوم بمكتبة الناموس القانوني، ورتبه على المواد مسميا أبوابه عنوانات، وأضاف إلى كل عنوان ما يتطبق عليه من شرائع يوستنيانس ولما عزل أفتيثيوس البطريرك القسطنطيني، أقيم بطريركا عليها سنة 564، ودبر كنيستها ثلاث عشرة سنة وخرمته المنية سنة 577.
يوحنا الرحوم
ولد في حماة وأكرهه والداه على الزواج، فتزوج ورزق أولادا أراحه الله منهم ومن امرأته، فعكف على السيرة الروحية والعلم وتناهى في فضيلة الرحمة حتى لقب بالرحوم، ورقي إلى درجة الكهنوت نحو سنة 560، فتفاضل بأعمال الرحمة الروحية والجسدية، وتضوعت الأرجاء بذكر فضائله وصدقاته حتى انتخب في مصر بطريركا على الإسكندرية، فأبى وحاول الفرار والتملص من هذا العبء الثقيل، لكنه ألجئ أن يذعن، فرقي إلى بطريركية الإسكندرية نحو سنة 606، فاقتلع أشواك البدع والرزائل من كرم الرب ... حتى يقال: إنه دخل الإسكندرية وفيها سبع كنائس وغادرها، وفيها سبعون كنيسة ومعبدا، وكان يسمي الفقراء أسياده؛ لأنهم ينولونه الملكوت السماوي وليس لسيد غيرهم أن ينوله ذلك، وفاضت روحه القدوسة سنة 619، أو سنة 616 وتعيد له الكنيسة اللاتينية، وكنيستنا المارونية في 12 تشرين الثاني كأحد القديسين العظام.
يوحنا السلمي
صفحة غير معروفة