الدمشقي
ولد بدمشق وكان فيلسوفا على مذهب الفلاسفة الذين لم يقيدوا أنفسهم بمذهب أسلافهم، وكان تلميذا لمارينس المار ذكره، فكان يعلم بأثينا لما أمر يوستينيانوس بإقفال مدارس الوثنيين سنة 529، ففر إلى كسرى ملك الفرس مع غيره من الفلاسفة، فلم ينالوا الحرية التي كانوا يتطلبونها، ولما عقد كسرى الصلح مع يوستينيانوس سنة 533 نال لهم منه الرخصة بأن يعودوا إلى أوطانهم، ومن تآليف الدمشقي تاريخ لعمدة الفلاسفة أصحاب مذهبه أوصل إلينا فوتيوس فقرا منه، ثم مقالة في المبادي والأصول نشر كوب القسم الأول منها في فرنكفورت سنة 1826 باليونانية، وللعالم روال الإفرنسي مقالة في الدمشقي هذا نشرها سنة 1861، وكان في هذا القرن هرون بن أشير الربي من فلسطين ممن استنبطوا وضع النقط والحركات في اللغة العبرانية، وروى أغاثيا محامي الدعاوى في تاريخه (ك2 عدد 30) أنه كان في هذا القرن وأوائل السادس هرميا وديوجان الفونيقيان وإيسودورس الغزي، وشبههم بأزهار في عصره ولم نعثر لهم على ترجمة.
الفصل العاشر
في تاريخ سورية الديني في القرن الخامس
(1) في بعض بطاركة أنطاكية في هذا القرن
منهم برفيريوس:
خلف أفلابيانوس المار ذكره، وكان مخالفا لفم الذهب ووقع على الحكم عليه بالنفي، فكان ذلك سببا لانفصال كثيرين بسورية عن الشركة معه، ولمعاملته كثيرين منهم بالقسوة سندا إلى شريعة سنها آل البلاط الملكي بأن من خالف البطاركة، الذين حكموا على فم الذهب يطرد من الكنيسة، وتوفي برفيريوس سنة 413.
ومنهم تاودتوس:
وله مقالة يفند بها زعم الأبوليناريين، وقال ابن العبري (في تاريخ بطاركة أنطاكية): إنه في أيامه نشر الفتية السبعة الذين كانوا قد لجئوا إلى مغارة في جهة إفسس، وأمر داكيوس بسد بابها ثم بعثوا بعد مائة وثمان وثمانين سنة، وهذه القصة رواها كثيرون غير ابن العبري، ولكن خالفهم فيها بارونيوس في حواشيه على السنكساري الروماني في 22 تموز ونطاليس إسكندر وغيرهما ... والأظهر أن رفاتهم وجدت في تلك الأيام لا أنهم بعثوا، وتوفي تاودوتوس سنة 428.
ومنهم يوحنا الأول:
صفحة غير معروفة