ولد بأطرابلس سنة 1687، وأرسله عمه المطران يوسف السمعاني مطران أطرابلس للتعلم بمدرسة رومة، فكان نابغة دهره وفريد عصره، ولما أتم دروسه عهد إليه البابا إكليمنضوس الحادي عشر أن يصنع فهرسا لاتينيا للكتب الشرقية المخطوطة، التي كان قد أتى بها إلى المكتبة الواتيكانية، وأن يلخص فحاويها، فأتم ذلك على أحسن مما كان يرجى، فجعله البابا مترجما للكتب العربية والسريانية في المكتبة الواتيكانية، وأخذ يتراقى في المراتب وتنبسط شهرته حتى حاز الرياسة على المكتبة المذكورة، ورقي إلى درجة الكهنوت سنة 1719، وسمي كاهنا في جملة خادمي النفوس في كنيسة زعيم الرسل، ومستشارا في عدة مجامع وفي جوقة رؤساء غرفة البابا إلى غير ذلك من المناصب البيعية، وأرسل قاصدا من لدن الحبر الروماني إلى طائفته لإصلاح التهذيب البيعي، فعقد المجمع اللبناني ثم سماه كرلس الرابع ملك نابولي وصقلية مؤرخا لمملكة نابولي، وحسبه من أعيان مملكته، ثم رقي إلى أسقفية صور سنة 1766، ورقد بالرب سنة 1768 برومة، ودفن بمدرسة الموارنة.
وأما مؤلفاته فكثيرة نقتصر على ذكر بعضها، فقد ذكرناها مفصلة في تاريخ سورية، وبعضها احترق في غرفته بعد موته، فمن الباقي منها المكتبة الشرقية في أربعة مجلدات، ومكتبة الناموس المدني والديني في خمسة مجلدات، وكلندريات الكنيسة كلها في ستة مجلدات، ومجموعة المؤرخين الإيطاليين في أربعة مجلدات، وترجمة تآليف القديس إفرام السرياني اليونانية إلى اللاتينية في ثلاثة مجلدات، وترجمة تاريخ ابن الراهب وشروح عليه، وترجمة سنكساري الروم من اليونانية إلى اللاتينية، وفهرست الكتب الشرقية في المكتبة الواتيكانية عاونه عليه ابن أخته المطران إسطفان عواد، وله بالعربية المجمع اللبناني، وكتاب في الإلهيات وكتاب في اللاهوت الاعتقادي، وكتاب في اللاهوت الأدبي، وكتاب في البطريركيات الأربعة، وكتاب في المنطق، وغرامطيق للغة السريانية، إلى غير ذلك من الرسائل والمقدمات والخطب.
وأما ما احترق من تآليفه فهو تكملة المكتبة الشرقية في سبعة مجلدات أخرى، وتكملة مؤلفه في الكلاندريات في ستة مجلدات، وتكملة مجموعة مؤرخي إيطاليا في ستة مجلدات، وله مؤلف في صور القديسين وذخائرهم في خمسة مجلدات، وأوخاليجيون الكنيسة الشرقية في سبعة مجلدات، ومجامع الكنيسة الشرقية في ستة مجلدات، والتاريخ الشرقي في ستة مجلدات، وتاريخ سورية القديمة والحديثة في تسعة مجلدات، كل ما مر مأخوذ من سجل صنع بعد وفاته، وحفظ في خزائن كنيسة القديس بطرس الكبرى برومة.
المطران إسطفان عواد السمعاني:
هو ابن أخت العلامة السمعاني، تخرج بالعلوم بمدرسة الموارنة برومة، ورقي إلى درجة الكهنوت، ثم رقاه البطريرك يوسف ضرغام الخازن إلى أسقفية أفاميا، وله تآليف كثيرة ونفيسة، منها شرح أعمال الشهداء الغربيين والشرقيين في مجلدين ضخمين، وفهرست الكتب الشرقية المخطوطة في المكتبة الماديشية في فيرانسة، وفهرست الكتب التي بمكتبة كيجي برومة، وفهرست الكتب المخطوطة بالمكتبة الواتيكانية مع خاله السمعاني في ثلاثة مجلدات، وله كتاب محاماة عن القديس يوحنا مارون، وترجمة التاريخ السرياني لابن العبري إلى اللاتينية، وألحق بها حواشي كثيرة مفيدة، ولم يطبع، وله ترجمة تكملة المجلد الثالث من كتب القديس إفرام السرياني إلى اللاتينية، وتوفي سنة 1782.
يوسف لويس السمعاني:
وهو ابن أخي العلامة السمعاني، ولد ونشأ بحصرون، وتخرج بالعلوم بمدرسة الموارنة برومة، وعلم اللغات الشرقية في الكلية الرومانية سابيانسا (الحكمة)، ومن مؤلفاته الكوديكس ليتورجيكوس (رتب القداس والطقوس) في ثلاثة عشر مجلدا، وكتاب في تاريخ بطاركة الكلدان والنساطرة، وكتاب في الكنائس واحترامها وحمايتها، ومقالات في الاتحاد والاشتراك الكنسي وفي قوانين التوبة القديمة، وفي مجمع الأبرشية، وله ترجمة فروض السريان إلى اللاتينية، وشرح على كتاب مورينوس في الرسامات.
القس سمعان السمعاني:
وهو ابن أخي يوسف لويس المذكور تلقى العلوم بمدرسة الموارنة برومة، وضوى إلى الرهبانية الحلبية ، ومن تآليفه فهرست الكتب المخطوطة الشرقية في المكتبة النانية ببادوا، وكتاب تاريخ العرب قبل الإسلام، وكتاب في الكرة الفلكية.
الخوري ميخائيل:
صفحة غير معروفة