204

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

محقق

محمد عبد القادر عطا

الناشر

دار الکتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

وأما يتطيّقونه فظاهره لفظا أن يكون يتفيعلونه كتحيّز أى تفيعل.
أنشدنا أبو على للهذلى:
فلما جلاها بالإيام تحيزت … ثبات عليها ذلّها واكتئابها
فهذا تفيعلت من حاز يحوز، ومثله تفيهق.
وقد يمكن أن يكون أيضا يتطيّقونه يتفعّلون، إلا أن العينين أبدلتا ياءين، كما قالوا فى تهوّر الجرف: تهيّر، وعلى أن أبا الحسن قد حكى هار يهير.
وقد يمكن أيضا أن يكون هار يهير من الواو، فعل يفعل، كرأى الخليل فى طاح يطيح، وتاه يتيه.
وليس يقوى أن يكون يتطوّقونه يتفوعلونه ولا يتفعولونه، وإن كان اللفظ هنا كاللفظ بيتفعّل، لقلتهما وكثرته.
ويؤنّس بكون يتطيقونه يتفعلونه قراءة من قرأ: «يتطوّقونه»، وكذلك يؤنّس بكون يطيّقونه يفعّلونه قراءة من قرأ «يطوّقونه»، والظاهر من بعد هذا أن يكون يفيعلونه.
***
﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ﴾ (١٩٩) ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: «ثم أفيضوا من حيث أفاض الناسى»، يعنى آدم ﵇؛ لقوله تعالى: ﴿فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾.

1 / 207