171

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

محقق

محمد عبد القادر عطا

الناشر

دار الکتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

سالت هذيل رسول الله فاحشة … ضلّت هذيل بما قالت ولم تصب
فصار تقديره على هذا إلى سلتم من هذا الوجه، أى من طريق البدل، لا على لغة من قال: هما يتساولان، فلما كسر السين استذكر الهمزة فراجعه هنا، كما راجعه فى القول الأول.
وقد أفردنا فى كتاب الخصائص بابا فى أن صاحب اللغة قد يعتبر لغة غيره ويراعيها فأغنى عن إعادته هنا.
***
﴿وَالَّذِينَ هادُوا﴾ (٦٢) ومن ذلك قراءة أبى السّمّال، رواها أبو زيد فيما رواه ابن مجاهد: «والذين هادوا» بفتح الدال.
قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون فاعلوا من الهداية؛ أى راموا أن يكونوا أهدى من غيرهم، كقولك راموا من رميت، وقاضوا من قضيت وساعوا من سعيت. فيقول فى مصدر هادوا: مهاداة، كقاضوا مقاضاة، وساعوا مساعاة. وقد هودى الرجل يهادى مهاداة، إذا كان حوله من يمسكه ويهديه الطريق. ومنه قولهم فى الحديث: مر بنا يهادى بين اثنين، ومنه قوله:
من أن يرى تهديه فت … يان المقامة بالعشيه
***
﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ﴾ [البقرة:٧٤] ومن ذلك قراءة قتادة: «وإن من الحجارة»، وكذلك قراءته: «وإن منها»، مخففة.

1 / 174