قالت: «ثم إن هناك عرقا صليبيا ينبض في فلكس.»
قلت: «إن الجهد الذي بذله في سبيل المحاكمة العادلة لساكو وفانزتي وقع من نفسي موقعا أقوى من مجرد الحماسة الصليبية.»
فقالت مترددة: «إني أتصوره دائما من فيينا؛ فعنده مرح أهلها، وإن تكن السنوات الست الماضية - علم الله - لم يكن فيها الكثير مما يبعث على المرح.»
فقال هوايتهد: «في اليوم الذي أعلن فيه نداءه إلى المحكمة العليا، تصادف أني كنت وأفلن نستمع إلى الراديو فأصغينا إليه، فنادينا إحدى العربات وانطلقنا إليه نهنئه، وقد سبقنا إليه عدد قليل من تلاميذه الذين كانوا يدرسون عليه القانون، وكان منظرا ساحرا؛ كانوا في نشوة كبرى، ورأينا فيهم كيف يكون الشباب في أحسن حالاته، رأينا اللطف والرقة.»
ومن هذا انحرفت المحاورة إلى محاورة في الحماسة الصليبية، وقال هوايتهد عن الصليبيين المحترفين: «إن شيخوختهم أمر يدعو إلى الأسف. إنهم يتنقلون من «قضية» إلى «قضية».»
وسألته: «متى بالضبط تفتر الحماسة الصليبية عند الإنسان؟ هل يحدث ذلك حينما تبرد دماؤه؟»
قال: «إنها لا تفتر قط عند المحترفين.» - «إن دفاعك الحار عن اليهود في مجلة أطلنطيق يحثني على السؤال عن السبب في كراهية الشعوب لهم في كثير من الأحيان، كما ذكرت.» - «إن ذهنهم حاد، وهذه الحدة كثيرا ما تكون في صورة تثير الحسد، وهي صورة النجاح في التجارة. إنها ليست عمقا دائما، وينبغي للمرء حينما ينتقي الرجال أن يحذر من تألق الشبان اليهود. إنهم ينضجون في التاسعة عشرة أو العشرين، وقد يلمعون، ولكنهم لا يحققون دائما الآمال المعقودة عليهم، والتي تقوم على أساس علوهم على غيرهم في هذه السن.»
وأضافت مسز هوايتهد قولها: «وهم فوق ذلك لم يكتسبوا خبرة حكم الشعوب الأخرى، أو حتى حكم دولة لهم خاصة بهم.»
قال: «إن ذلك يزيد من اهتمامهم بالمثل الأعلى الذي ينفعهم. إنهم يفتقرون إلى روح الفكاهة بدرجة ملحوظة، أو هم كانوا كذلك حتى عاشوا بين الأوروبيين. إن الإنجيل يفتقر إلى روح الفكاهة. لم تكن عندهم بعد مآسيهم - فيما يبدو - حكاية مضحكة لأرستوفان.» - «إن موقعهم بين إمبراطوريات حربية لم يهيئ لهم ما يضحكون منه.»
قال هوايتهد: «إن اليهودي مكتئب بطبعه، ولا يعترف لهم أحد بفضل العمل العظيم الذي أدوه والأثر القوي الذي كان لهم في تقدم أوروبا إذا استثنينا ثلاثة قرون، كان الإنجيل أكثر الكتب شيوعا خلال ألف وخمسمائة عام، ولا يزال حتى اليوم كذلك.»
صفحة غير معروفة