وكل مدة من الدنيا إلى انتهاء، وكل حي فيها إلى فناء.
يا نفس:
كم من أكلة منعت أكلات، وكم من لذة دنية منعت سني (1) درجات، وكم من مؤمل ما لا يدركه، وجامع ما سوف يتركه، وكم من مغرور بالستر عليه، وكم من مستدرج (2) بالاحسان إليه، وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الظماء، وقائم ليس له من قيامه إلا العناء، وكم من حزين وفد به حزنه على سرور الأبد، وفرح أفضى به فرحه إلى حزن مخلد.
يا نفس:
كيف يملك الورع، من يملكه الطمع؟! وكيف يهتدي الضليل، مع غفلة الدليل؟! وكيف يستطيع الهدى، من يغلبه الهوى؟! وكيف يستأنس بالله من لا يستوحش من الخلق؟! وكيف يجد حلاوة الإيمان من يسخطه الحق؟! وكيف يفرح بعمر تنقصه (3) الساعات، ويغتر بسلامة جسم معرض للآفات؟!
يا نفس:
كفى بالغفلة ضلالا، وكفى بجهنم نكالا، وكفى بالقناعة ملكا، وكفى
صفحة ٧٥