ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبا لمن يتكلم بما لا ينفعه في دنياه، ولا يكتب له أجره في أخراه.
يا نفس:
عودك إلى الحق خير من تماديك في الباطل، وعداوة العاقل خير من صداقة الجاهل، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق، ولا يجد أبدا حلاوة العتق (1)، وعبد الحرص مخلد الشقاء، وعبد الدنيا مؤبد البلاء، وقلب متعلق بالشهوات، غير منتفع بالعظات.
يا نفس:
عيشك من الباطل أرضاك، وبالملاهي والهزال أغراك.
واعلمي: أن في ذكر الله حياة القلوب، وفي رضاه غاية المطلوب، وفي الطاعة كنوز الأرباح، وفي مجاهدة النفس كمال الصلاح، وفي العزوب عن الدنيا نيل النجاح، وفي العمل لدار البقاء إدراك الفلاح، ألا وفي كل لحظة أجل، وفي كل وقت عمل، وفي كل نفس موت، وفي كل وقت فوت، وفي كل حسنة مثوبة، وفي كل سيئة عقوبة.
صفحة ٧٣