عشر سنين، فما قال لي في شيء فعلته: لم فعلته؟ ولا في شيء تركته: لم تركته؟»
3
وقد حدثني بعض من صحبوا إقبالا أو زاروه أنه كان يجلس في داره فيدخل عليه من يشاء فيسأله عما يشاء، وعلي بخش قريب منه يلبي دعوته ويقضي ما يأمره به ويحرص على أن يمد أرجيلته بالنار كلما خبت. وكان الشاعر مولعا بها لا يكاد يفتر عنها في مجلسه.
واقترن ذكر علي بخش بكثير من سيرة إقبال. وقد حرصت على أن أراه في دار إقبال حينما ذهبت إلى لاهور فلقيته، وأخذت صورتي معه في ربيع السنة الماضية. وراسلته بعد من كراجي.
في محافل الأدب في لاهور
لبث الشاعر النابغ في لاهور عشر سنين، منذ قدم إليها من سيالكوت، إلى أن سافر إلى أوروبا.
أتم دراسته في كلية الحكومة، ثم درس في الكلية الإسلامية فالكلية التي تخرج فيها. فعرفت مدارس لاهور ومجامع الأدب فيها شابا وسيما قويا يتقد ذكاء وشوقا إلى المعرفة، ويتطلع إلى التزود من العلم إلى غير نهاية.
وقد دوى صوت إقبال في محافل الأدب ينشد قصائده. وحرصت الصحف على نشر شعره. وأيقن الشعراء والعلماء أن لهذا الشاب شأنا، ولكن لم يحزروا الشأو البعيد الذي يبلغه الشاعر؛ إذ كان شأوا لا يدركه إلا إقبالا وقليل من أمثاله في تاريخ البشر.
وأول قصائده الرنانة التي ألقيت في جمع حاشد قصيدته التي أنشدها في الحفل السنوي لجماعة حماية الإسلام في لاهور «أنجمن حماية إسلام» سنة 1899 وعنوانها أنين يتيم «ناله يتيمي»، وفي السنة التالية أنشد في حفل هذه الجماعة قصيدة يخاطب فيها يتيم هلال العيد.
ومن القصائد التي نبهت الناس إليه قصيدة همالا، التي أنشدها في أحد المحافل الأدبية. وقد سأله كثير من أصحاب الصحف أن ينشروها فأبى، ثم أذن بنشرها في صحيفة المخزن سنة 1901 ثم نشرت قصائده في صحف أخرى من بعد.
صفحة غير معروفة