محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره

عبد الوهاب عزام ت. 1378 هجري
211

محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره

تصانيف

ذكرهم في شعره تصريحا وتلميحا، ووفاهم حقهم من الإعجاب، وأبان عن نواحي العظمة في مآثرهم، وأبان عن حبه وإعجابه وإعظامه في وصف آثارهم كما في القصيدة الخالدة التي وصف فيها مسجد قرطبة.

ضروب هذا الشعر

لهذا الشعر الفياض الذي يسع السموات والأرض، ويعلو إلى ما وراءها، طرائق مختلفة في سياق الموضوع، وفي أشكال المنظومات والأوزان والقوافي. (أ)

فيه القصص: وأعظم قصصه «جاويد نامه»، التي قص فيها رحلته في الأفلاك، كما ذكرت في الفصل الأول من هذا الباب. وقصص أخرى قصيرة متفرقة في دواوينه، مثل: «مجلس شورى إبليس» في ديوان أرمغان حجاز، و«لينين في حضرة الخالق» في ديوان بال جبريل، و«خروج آدم من الجنة» في الديوان نفسه.

والقصص في شعر إقبال كالقصص في شعر جلال الدين الرومي، يتوسل به إلى تبيين مقاصد الشعر، لا يعنى فيه الشاعر بأكثر من الحوار بين من يتكلم على ألسنتهم من أناسي القصة. (ب)

ومن شعر إقبال: الشعر التعليمي، يقصد فيه إلى تعليم فلسفته ومذهبه في نظام شعري تمتزج فيه الفلسفة والشعر. وأبين هذا الشعر المنظومتان اللتان عبرتهما عبرا في الكلام على فلسفة إقبال. ومثلهما منظومات قصيرة في دواوينه الأخرى، منها وصاياه إلى ابنه جاويد، وناشئة هذا الجيل. (ج)

والوصف في شعر هذا الشاعر العظيم كثير، فيه وصف الطبيعة ووصف الأبنية، كما وصف جامع قرطبة وتاج محل. والوصف المعنوي يغلب فيه على الوصف الحسي، يشرع في وصف الصورة الحسية فتنفتح له عن معان عالية من الفلسفة والشعر يفيض فيها. لا تشغل الصور الحسية هذا الشاعر الروحي كثيرا، فإنما تثير في نفسه معاني ينطلق فيها، وإنما هي باب يجوزه إلى عالم غير محدود. (د)

وفي شعر إقبال ضروب الشعر الأخرى التي تسمى في اصطلاح الأدباء الشعر الغنائي أو الوجداني. وهي فنون شتى في معانيها، ومنها الضرب الذي كلف به شعراء الفرس ومن تبعهم وسموه غزلا. والغزل أبيات قليلة، بين سبعة واثني عشر في الغالب، ينظم فيها الشاعر خواطر يجمعها موضوع أو لا يجمعها. وهذه الفنون موصولة في معانيها بالأقسام الأخرى التي ذكرتها آنفا؛ وإن فرق بينها هذا التقسيم الصوري. ومن ذا الذي يستطيع تقسيم أمواج البحر بخطوط وحدود.

الأوزان والقوافي

وأما أوزان شعره فهي الأوزان الفارسية كلها، هي أوزان أخذها شعراء الفرس عن الأوزان العربية. وتصرفوا فيها وزادوا عليها. وليس هذا موضع الكلام في أوزان الشعر الفارسي واتصالها بالأوزان العربية وسير شعراء التركية والأردية عليها، واحتذائهم إياها.

صفحة غير معروفة