من هذين النصين على حسب رواية متى يتبين أن رسالة المسيح كانت محددة لبني قومه، وهنا يسأل طائل كيف خرجت رسالة المسيح من أورشليم إلى الأمم؟ كيف صارت عالمية؟
والجواب عن هذا يمكن فيما رواه لوقا في سفر أعمال الرسل. ولوقا استقى معلوماته وكتابته للإنجيل المعروف باسمه وبسفر الأعمال هذا كما يعترف في صدر إنجيله قائلًا:
"إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفليس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به" (إنجيل لوقا ١: ١ - ٤)
ويقول في صدر سفر أعمال الرسل:
"الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به" (أعمال الرسل ١: ١)
إذن مصادر تدوين إنجيل لوقا، وسفر أعمال الرسل هي كما قال:
"كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لوقا ١: ٢)
على هذا الأساس سنعالج خروج الدعوة من أورشليم إلى الأمم:
لم يكن يسوع المسيح هو الذي أعطى رسالته طبيعة الشمول والعالمية، أبدًا ولكن من؟ إنه شاول مضطهد الكنيسة الذي زعم أن المسيح تراءى الله وجعله تلميذًا. وعلى أثر هذا الانقلاب تسمى باسم بولس تيمنًا تيمنًا باسم الوالي الروماني بجزيرة قبرص، واسمه سرجيوس بولس "وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله" (أع ١٣: ٧) .
ويروى سفر الأعمال كيفية قيامه بالعمل مع تلاميذ يسوع المسيح: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع ١٣: ٢) .
كما يروي كيفية حلول الروح القدس عليه: "وأما شاول الذي هو بولس أيضًا فامتلأ من الروح القدس" (أع ١٣: ٢) .
1 / 42