محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
٩- وكان محمد ﵊ يرسل الرسل للملوك، يدعوهم إلى الهدى ودين التوحيد، ويرسل السرايا للغزو، إن أعلنوا الحرب على الدعوة.
وكان ابن عبد الوهاب يفعل ذلك أيضًا، متبعًا سنة رسولنا ﵊.
١٠- وكما ابتلى الرسول بأعداء أقوياء، لدد في الخصومة، ينفسون عليه، ويتهمونه بالسحر والكذب، حتى إن أقرب ذوي قرباه كانوا في حيرة من أمره، وحتى إن عمه أبا لهب كان لا يرضى عنه، وخاصمه وسفه حلمه، ولم يأل جهدًا في تأليب الناس عليه.
ابتلى ابن عبد الوهاب أيضًا بخصوم أشداء، نصبوا له الحبائل، ورشقوه بالسهام، ولكنها كانت تطيش وكان ينجو، بفضل الله، حتى أخوه سليمان، ونقد آرائه ودعوته وطريقته نقدًا لاذعًا١.
١١- وكما انتصر الرسول على أعدائه، وخضعوا له، وأصبحوا من خيرة أنصاره، كعمر، وخالد، وعمرو بن العاص.
فكذلك انتصر تابعه المخلص الأواه على مناوئيه، وأتوا إليه معتذرين، فإذا به يعفو كرمًا، ويرتاح إليهم، ويصفح عنهم. وإذا بهم يعودون إخوة وأنصارًا مخلصين٢.
_________
١ ثم إن سليمان المذكور اتضح له الحق فتاب إلى الله، ووفد على اخيه الشيخ محمد ﵀ في الدرعية، واستقر بها حتى توفاه الله، كما ذكر ذلك العلامة ابن بشر في حوادث سنة ١١٩٠ في كتابه "عنوان المجد".
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
٢ جله منقول من كتاب محمد بن عبد الوهاب، لأحمد عبد الغفور، لكن باختصار في بعض العبارات، وزيادة في البعض.
1 / 74