محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
أما سمعت ما رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمر ﵁: أن النبي ﷺ قال: "دخل إبليس العراق، فقضى فيها حاجته، ثم دخل الشام فطردوه، ثم دخل مصر فباض فيها وفرّخ وبسط عبقريته". والعراق قبل الإسلام، هي محل المجوس، وعباد النيران والبقر.
فإن قيل: طهرت بالفتح والإسلام.
قلنا: فما بال اليمامة لا تظهر بما أظهر الله فيها من الإسلام، وشعائره العظام، وجهاد أعداء الله ورسوله ﵊.
هذا كله أيها السائل لو سلّمنا أن المراد بنجد في الحديث هي القطعة الشهيرة، مع أن الأمر ليس كما فهمت أنت وأضرابك، بل المراد بنجد في هذا الحديث وأمثاله هو "العراق"، لأنه يحاذي المدينة جهة الشرق. يوضحه أن في بعض طرق هذا الحديث وأشار إلى "العراق".
قال الخطابي: " (نجد) من جهة الشرق ومن كان بالمدينة، كان نجده بادية العراق ونواحيها، فهي مشرق أهل المدينة. وأصل "نجد" ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور، فإنه ما انخفض منها".
وقال الداوودي: "إن نجدًا من ناحية العراق، ذكر هذا الحافظ ابن حجر".
ويشهد له ما في مسلم عن ابن غزوان: سمعت سالم بن عبد الله، سمعت ابن عمر يقول: "يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة!، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الفتنة من ههنا" وأومأ بيده إلى المشرق".
فظهر أن هذا الحديث خاص لأهل العراق، لأن النبي ﷺ فسّر المراد بالإشارة الحسية. وقد جاء صريًا في الكبير للطبراني، النص على أنها "العراق".
1 / 68