محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
رأوها تحارب هذه الدعوة السلفية النجدية، حتى إنها أرسلت الجيوش لمحاربة آل سعود وقمعهم.
٢- كانت تسمع من علمائهم ذم الدعوة والشيخ والعلماء الصغار، كانوا يقتدون بعلمائهم الكبار، الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الدعوة، والدعاية بضدها.
٣- سمع الحجاج الوافدون إلى مكة من أشراف الحجاز وبعض علماء مكة والمدينة التقديس التام من العوام، والانقياد الكامل لأقوالهم١ ضد الشيخ وأتباعه الشئ الكثير، من كون أتباع الشيخ لا يحترمون الأولياء والصالحين، ويهدمون قبابهم، ويمنعون من زيارة القبور، ويقولون: "عصا أحدنا خير من محمد"، ولا يحبون الرسول، ويمنعون من زيارته.
فلهذه الأسباب التي ذكرناها، أخذ جمهور الناس في سائر الأقطار فكرة سيئة عن الشيخ وأتباعه، واعتقدوا أنه وأتباعه على غير حق. وهذا بالنسبة لما سلف.
أما اليوم فقد هان الأمر، واستبان الحق، وانتشر الوعي، وعرف الكثيرون بطلان تلك الدعايات.
فلو كان عند خصوم الدعوة والمنخدعين بهم أدنى علم وعقل؛ لعلموا من سيرة الشيخ وأتباعه، ومن كتبهم؛ أنهم هم المحبون للرسول ﷺ، المعظمون له.
والدليل على ذلك: أنهم حكموا القرآن وسنة الرسول في جميع الأمور، ولم يسمحوا لأحد أن يخرج عن منهج الرسول وأصحابه.
ومن ابتدع ولو بدعة صغيرة، نهوه عنها، ومنعوه من ارتكابها وقالوا: "من عمل عملًا ليس عليه أمر الرسول ﷺ وأصحابه فهو مرودود عليه، كائنًا من كان"، طبقًا لقوله ﷺ: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد".
_________
١ مفعول لسمع الحجاج، أي: سمع الحجاج ضد الشيخ، وقوله: "ولعلماء مكة ... إلخ" جملة معترضة بين الفعل ومفعوله.
1 / 53