محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
وأعتقد أن الإيمان، قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها، شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
وأرى وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة.
فهذه عقيدة وجيزة، حررتها وأنا مشتغل البال، لتطلعوا على ما عندي، والله على ما نقول وكيل".
ومن رسالته إلى السويدي من علماء العراق، جوابًا لما سأله عما يقول الناس فيه:
قال بعد البسملة:
"من محمد بن عبد الوهاب، إلى الأخ في الله: عبد الرحمن بن عبد الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد وصل إليّ كتابك، وسَرّ الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين، ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين.
وأخبرك أني ولله الحمد متّبع لست مبتدعًا.
عقيدتي وديني، الذي أدين الله به: هو مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة.
ولكني بيّنت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به، من: الذبح، والنذر، والتوكل، والسجود، وغير ذلك مما هو حق الله، الذي لا يشركه فيه أحد، لا ملَك مقرب، ولا نبي مرسل. وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة.
وبيّنت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة، الذين يدعون عليًا وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات.
1 / 38