محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
فاستمر الشيخ يجاهد بلسانه وقلمه وإرشاده، وتبعه أناس من أهل تلك البلدة، حتى انتقل أبوه عبد الوهاب إلى جوار رب الأرباب سنة ١١٥٣هـ.
والظاهر أن والده اقتنع بأقوال ابنه ومبادئه، كما اقتنع أخوه سليمان بعدما وقع بينه وبينه نزاع وردود١.
وبعد وفاة والده جاهر قومه بالدعوة والإنكار على عقائدهم الضالة، ودعا إلى متابعة الرسول في الأقوال والأفعال.
وكان في تلك البلدة قبيلتان، وكل يدعي الزعامة، وليس هناك من يحكم الجميع، ويأخذ حق الضعيف، ويردع السفيه، وكان لإحدى القبيلتين عبيد يأتون بكل منكر وفساد، ولا يحجمون عن التعدي على العباد؛ فصمم الشيخ على منعهم وردعهم.
ولما أحس أولئك الأرقّاء بما صمّم عليه الشيخ، عزموا أن يفتكوا به خفية، فتسوروا عليه من وراء الجدار، فشعر بهم بعض الناس، فصاحوا بهم وهربوا.
عندها غادر الشيخ "حريملاء" إلى "العيينة" مسقط رأسه، وموطن آبائه، وحاكمها إذ ذاك عثمان بن حمد بن معمر، فتلقاه بكل إجلال وإكرام، وبين الشيخ له دعوته الإصلاحية المباركة، القائمة على دعائم الكتاب والسنة المطهرة، وشرح له معني التوحيد، وأن أعمال الناس اليوم وعقائدهم منافية للتوحيد، وتلا عليه الآيات والأحاديث النبوية، ورجا له من الله إن قام بنصر
_________
١ راجع "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" ص: ٤٦١، الطبعة الثالثة، رسالة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب إلى أحمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان ابن شبانة، كيف نصحهم بأن يقوموا مع الحق أكثر من قيامهم مع الباطل، وصرح فيها بأن الشرك أعظم ما نهى الله عنه.
وانظر جواب أولئك الثلاثة للشيخ سليمان ابن عبد الوهاب، ص: ٤٦١ برجوعهم عما كانوا عليه.
1 / 22