محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
المشابهة بين عصر الرسول ﷺ ودعوته وبين عصر الشيخ محمد ودعوته:
ليس القصد أن نجعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب كالرسول ﷺ، لأن الرسول قد فضّله الله على جميع الأنبياء والمرسلين، وجعله خاتمهم، وليست درجته كدرجة غيره.
وأما الشيخ محمد، فعالم مصلح، مجدد لما اندرس من دين الرسول ﷺ.
وإلى القارئ وجه الشبه بين العصرين في بعض الأمور التي جرت للرسول الأكرم وللشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀:
١- عصر الرسول كان عصرًا قد بلغ من فساد العقائد والعادات والأخلاق مبلغًا عظيمًا.
فالأصنام كانت تُعبد من دون الله في المسجد الحرام عند الكعبة وغيرها.
وكانت العرب قد انحطّت إلى أسفل الدركات من الوثنية الممقوتة والعادات السافلة الرذيلة، من: شرب الخمور، والبغاء، ووأد البنات، وتحكم الأقوياء في الضعفاء.
وقصارى ما يقال في هذا العصر: أنه عصر انتحار الفضائل الإنسانية الكبرى، والمعاني السامية العليا.
وكان عصر الشيخ ابن عبد الوهاب شبيهًا بذلك العصر، بما كانوا فيه من جاهلية مطلقة، كما كانوا غارقين في أودية الجهالة والرذيلة والوثنية المسبوكة في قالب حب الصالحين.
وأوجز ما يقال فيه: أنه عصر انتحار الفضائل الإنسانية والمعاني الرفيعة، يضاف إليه محو الدين، والخضوع لسلطان الخرافات والبدع.
٢- بعث الله محمدًا ﷺ بعد فترة من الرسل، وكانت الإنسانية بما أصابها في مقاتلها تنتظر وتتعطش إلى هذه البعثة الكريمة، لعلها تهتدي بعد الضلال البعيد، وتنتقل من فوضى الأخلاق والطباع إلى نظام وطمأنينة وراحة.
1 / 71