محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
الناشر
مطبعة الحكومة بمكة المكرمة
رقم الإصدار
١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م
تصانيف
ولما عاد إلى نجد في منتصف القرن الثامن عشر، كبر عليه أن يرى وطنه وسائر الجزيرة يهيمان في جهالة لا حد لها. ٨٤٦٤٠٨٦ - ١٩٨٨٣٢١١
فود النهوض بها، فدعا إلى الاعتماد على القرآن، وإلى شريعة بيضاء نقية، كما تركها محمد ﷺ، ونهى عن الغلو في تقديس الأنبياء والأولياء.
وكان خلال ذلك ينكر على الترك تحكمهم، ويؤاخذهم على الأخلاق التي تعتبر في الشرع إفسادًا.
وكانت قبائل نجد وغيرها لا تعرف من الدين إلا أنها مسلمة، فأقبلت على دعوته، واستمسكت بالآداب التي بشربها. وكان زعيم مريديه "محمد بن سعود" يجمع بين الشجاعة والحكمة، فعقد له محمد بن عبد الوهاب
راية القيادة، واستطاع بعقله الكبير أن يؤلف بين القبائل، وأن يوجهها إلى أطراف الجزيرة لتنشر الوهابية، وكان الأمراء البارزون في جزيرة العرب وقتئذ هم أشراف الحجاز، وبنو خالد في الأحساء، وآل معمر في العيينة، وآل السعدون في العراق، والإمام المتوكلي في صنعاء، والسادة في نجران؛ فأعلنت نجد عليهم حروبًا دامية كان هدفها الإصلاح على أساس المذهب الوهابي.
ستودارد الأمريكي، مؤلف "حاضر العالم الإسلامي"، الذي علق عليه الأمير شكيب أرسلان
قال في الفصل الأول من الكتاب في اليقظة الإسلامية في القرن الثامن عشر.
"كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ، ومن التدلي والانحطاط أعمق درك، فاربد جوه، وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه، ورجًا من أرجائه، وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب".
إلى أن قال:
"وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء، فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سخفًا من الخرافات، وقشور الصوفية، وخلت المساجد من
1 / 104