37

محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث

الناشر

إدارة الثقافة والنشر

مكان النشر

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

تصانيف

الأهداف كما نرى - أقام الرجل بناء دعوته، وأفرغ في هذه الدعوة كل طاقاته وصفاء عقله وقلبه. فجاءت على مثاله ضلاعة وسموا وجلالا. *** وبدأ المرحلة التطبيقية العملية بعد عودته من المدينة المنورة إلى العيينة، وهو في التاسعة والعشرين من عمره، ولكأني به حين أطل على جزيرة العرب فردا لا وَزَرَ له من أحد، ناجى ربه جلا وعلا أن لا يذره فردا، وأن يمده بعونه ورحمته، ويبلغه ما يؤمله.. لا لدنيا يصيبها لنفسه، ولكن لهداية قوم ضلوا عن سواء السبيل، وانحرفوا عن الصراط المستقيم، فأراد لهم الهداية والعزة. مضى في الدعوة في فتوته هذه، بقلب يملؤه الإيمان واليقظة والشجاعة، وعقل تعمره الحصافة والعلم والتجارب، وصدر تتوثب فيه العزيمة الصلبة والإرادة الجارفة، وبصيرة تتألق بالنور الذي يضيء له الدرب في ليل الناس البهيم. استلهم روح القرآن، ووصل أفقه بأفقه غير حائد عنه، وتأسّى بسلوك الرسول ﵊ في جميع مراحل الدعوة سمتا بعد سمت، فبلّغ كما بلّغ، وبشّر وأنذر ... بلغ الأفراد والجماعات، وبلغ الأغنياء والفقراء والرؤساء

1 / 40