105

محمد ﵌ في مكة

الناشر

الهيئة المصرية العامة للكتاب

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

بنفس الطريقة، لأن النص يقول: «فجاءنى وقال»، وكذلك فان بعض روايات جابر فى شرح سورة النجم تقول، على لسان محمد ﵊: «فنوديت فنظرت بين يدى وخلفى وعن يمينى وعن شمالى فلم أر شيئا ثم نظرت الى السماء فاذا هو على العرش..» «١٥» *. ربما كان هذا هو تفسير محمد ﵊ الأصلى لهذه الروايات**، الا أنها لم تكن بأية حال التفسير النهائى، لأنه يتناقض مع ما ورد فى سورة الأنعام، الاية ١٠٣: «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ» ***، ومع ذلك، فان سورة النجم، بالرغم من أنها تحتمل هذا التفسير، الا أنه يمكن أيضا النظر اليها بطرق أخرى، فان التعبير «مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى» لا تعنى رؤية الله بالطبع، ولكن يمكن فهمها على أنها تعنى أن ما راه محمد ﵊ كان علامة أو رمزا لمجد الله وجلاله. كما توحى الاية ١١ «ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى» والتى

(١٥) صحيح البخارى، وانظر أيضا A.Bell،Mohammads Call،in MW،xxiv،١٩٣٤،pp. ١٣ -١٩.: وانظر أيضا Noldeke -Schwally،١،٢٣ Ahrens،Mihammad،٣٩ f.: * لم يقل أحد من المسلمين المتقدمين والمتأخرين أن قول رسول الله ﷺ «هو» مقصود به الله. فاذا كان «هو» من أسماء الله الحسنى، فانه فى نفس الوقت ضمير اشارة للغائب. وفى رواية أخرى لجابر بن عبد الله يقول فيها نقلا عن رسول الله ﷺ: «فاذا الملك الذى جاءنى بحراء جالس على كرسى بين السماء والأرض» وهى تدل صراحة على أن الذى راه الرسول ﵊ هو جبريل وليس الله ﷾ عن ذلك علوا كبيرا. ** هذه الروايات عن بدء الوحى وظهور جبريل ﵇ للرسول ﵊ ليست رؤى منامية كما يشير اليها المؤلف وانما كانت فى اليقظة لأنها لو كانت رؤى منامية لما فزع منها رسول الله ﷺ كما ذكر. *** يتحدث المؤلف عن رسول الله ﷺ كما لو كان يفسر القران برأيه هو، ونسى أنه قال منذ أسطر قليلة ان سورة النجم تقول: (وما ينطق عن الهوى. ان هو الا وحى يوحى) . ولم يعلم أن رسول الله ﷺ قال: من تكلم فى القران برأيه فأصاب فقد أخطأ (رواه أبو داود والترمذى والنسائى) . وقال أيضا: من قال فى القران بغير علم فليتبوأ مقعده من النار (رواه أبو داود) . ولم يرد فى أى من التفاسير التى رجعت اليها وهو تفسير القرطبى والفخر الرازى والألوسى وابن كثير أن رسول الله ﵊ قد فسر ايات سورة النجم على أن المرئى هو الله ثم عاد فأنكر ذلك- (المترجم) .

1 / 107