لا يمكن رؤية ذات الله بعين جسمانية على ما تعلمناه في الكتب.
الثعلب :
جاء في كتابكم المقدس ما يناقض قولكم: «في جسدي أعاين إلهي»، وجاء أيضا: «كنت قد سمعتك سمع الأذن، أما الآن فبعيني قد رأيتك».
الحمار :
يستحيل رؤية الله بحاسة البصر، أو غيرها من الحواس، أو بقوة خارجة حسية أية كانت؛ لأن كل قوة كذلك هي فعل آلة جسمانية، والفعل يكون معادلا لما هو فعله، فإذا لا يمكن لمثل هذه القوة أن تتعدى الجسمانيات، والله ليس بجسم كما مر، فإذا لا تجوز عليه الرؤية لا بالحس ولا بالوهم، بل بالعقل فقط.
الثعلب :
صدقني أيها القاضي العالم إني لم أفهم قط معناك العميق، وإذا أعفيتني من لاهوتك العويص، ومنطقك السامي البليغ أسحب كلامي، وأقول: إني أرى الله بالعقل وليس بالعين الجسمانية.
الحمار :
احفظ هزءك إلى يوم القيامة، فسخريتك لا تجديك نفعا في هذا الديوان، إن إلهك هو غير موجود، فكيف تقدر أن ترى الغير الموجود، أو تتصوره، فاعتقادك إذن فاسد من الأصل، وليس من وظيفتنا أن نبين لك مواطن الفساد، نعم إن اعتقادك هذا مضر بالشريعة، ومخالف للناموس، فهل تريد أن تغيره؟
الثعلب :
صفحة غير معروفة