وقال ابن الرومي:
كيف لا يشتدّ وسواسي ... حيث أشعارك تدراسي
ما اقتنى مثلك دهر ... السوء إلا حين إفلاس
التعريض بجاهل
قال حجازيّ لابن شبرمة: منّا خرج العلم. فقال: نعم ولكن لم يعد إليكم.
وأورد رجل على آخر علما فقال: أتحمل التمر إلى هجر «١»؟ فقال: إذا قلّ حملها ونزر نخلها.
قال الشاعر:
يتعاطى كلّ شيء ... وهو لا يحسن شيئا
وقال آخر:
موّه في ما ادّعاه من حكم ... لكنّ تمويهه على بقر «٢»
وقال آخر:
وقال الطانزون فتى أديب ... فصعّد مقلتيه له وتاها «٣»
وأطرق للمسائل أي بايه ... ولا يدري وحقّك ما طحاها «٤»
جاهل غير عارف بجهله
قيل: من لا يدري، وهو لا يعلم أنه لا يدري فذاك جاهل فعلّموه. ومن لا يدري وهو يقدر أنه يدري فذاك أحمق فاجتنبوه.
قال الشاعر:
جهلت ولم تعلم بأنّك جاهل ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
وقال آخر:
أخالد لم تعلم ولست بعالم ... بأنّك لا تدري وذا غاية الجهل
وبضد ذلك تمدح من قال: ما فيّ من فضيلة العلم إلا علمي بأني لست بعالم.