(١٢) وممّا جاء في آلات الكتابة
فضل القلم ووصفه
بأنّه مثبت الحكم قال الله تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ
«١» وقال تعالى: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
«٢» .
وقيل: كم من مآثر بنتها الأقلام فلم تطمع في دروسها الأيام، وقيل: القلم قيم الحكم.
ونظر المأمون إلى مؤامرة بخطّ حسن فقال: لله درّ القلم كيف يزين وشي المملكة.
وقيل: القلم في حساب الجمل نفاع وذلك أن حروف مائتان وواحد، وعدد نفاع مثله في الحساب، وهذا اتفاق ظريف.
وصف قلم ممدوح بأنّه يجدي «٣» ويزدي «٤»
وقال شاعر:
قلم يمجّ على العداة سمامه ... لكنّه للمرتجين سماء «٥»
كم قد أسلت به لعبدك ريقة ... سوداء فيها نعمة بيضاء «٦»
وقال ابن طباطبا:
وإذا انتضى قلما ليخطب ... خلت في يمناه نصلا «٧»
كم ردّ عادية الخطو ... ب وكم أعزّ، وكم أذّلا «٨»
يجري فيؤمن خائفا ... ويصبّ في الأعداء نبلا «٩»
وفي وصفه شجاع يمجّ السم والعسل.
ولابن ثوابة في وصفه:
كالنّار يعطيك من نور ومن حرق ... والدهر يعطيك من همّ ومن جزل