106

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

الناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

بيروت

نظر المثقّف في كعوب قناته ... حتّى يقيم ثقافه منآدها «١» وقال يزيد بن الحكم، متهكما بحمزة بن بيض: إنك لأستاذ الشعر. فقال: إني لأدق الغزل وأصفق النسج وأرق الحاشية. ويقال: شعر مخشوب إذا كان جديدا لم يثقف. وقال ابن مقبل: إني لأرسل القوافي عوجا، فتأتيني وقد ثقفتها. وقيل: استجيدوا القوافي فإنها جراز «٢» الأشعار. الموصوف بالسّلامة من الشّعر قال أبو تمّام: يودّ ودادا أنّ أعضاء جسمه ... إذا أنشدت شوقا إليها مسامع وقال إبراهيم بن رجاء: يطيب بأفواه الرماة سماعها. وقال الناشي: إنما الشعر من تحصل من قب ... ل ظهور الأقوال في الأذكار فأتى لفظه يطابق معنا ... هـ بحسن الإيراد والإصدار مطمع مؤيس قريب إلى الفه ... م بعيد الأغوار ضاحي القرار وقيل لمعتوه: ما أجود الشعر؟ فقال: ما دلّ صدره على عجزه. ولم يحجبه شيء دون بلوغه. شاعر رديء النّسج أنشد رجل شعرا فقال لصاحبه: كيف تراه؟ فقال: سكر لا حلاوة له. وأنشد عمارة شعر أبي العتاهية فمجه «٣» سمعه وقال: هو أملس المتون قليل العيون. وما كان مثله من الشعر يسمى مغسولا. وأنشد رجل أعرابيا شعرا وقال: هل تراني مطبوعا؟ فقال: نعم على قلبك. وأنشد رجل الفرزدق شعرا وقال: كيف تراه؟ فقال لقد طاف إبليس بهذا الشعر في الناس فلم يجد أحمق يقبله سواك. وقال شاعر: وأبو الدفاتر لا يزال يجيئنا ... بقصيدة قد قالها من دفتر وقال آخر: وبات يدرس علما لا قران له ... قد كان ثقّفه حولا فما زادا «٤»

1 / 110