102

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

الناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

بيروت

جواز إجازة الشّعراء قال النبي ﷺ: إعطاء الشعراء من برّ الوالدين. وقال ﷺ في شاعر مدحه وعاتبه في بعض ما فعله: اقطعوا لسانه يعني بالعطية. وأعطى الزهري شاعرا، فقيل له في ذلك، فقال: إن من ابتغاء الخير اتقاء الشر. وحرم الشعراء الحجّاج في أوّل مقدمه العراق، فكتب إليه عبد الملك: أجز الشعراء فإنهم يجتبون «١» مكارم الأخلاق ويحرضون «٢» على البرّ والسخاء. قال الشاعر: صونوا القريض فإنّه ... مثل المياسم في المواسم «٣» الشعر جامعة المفا ... خر والمحاسن والمكارم منفعة الشّعر قال الحجّاج للمساور بن هند لم تقول الشعر، فقال: اسقي به الماء وارعى به الكلأ، وتقضى لي به الحاجة. وإن كفيتني تركته. وقال عمر بن الخطاب ﵁: الشعر يسكن به الغيظ، وتطفأ به النائرة، ويتبلغ القوم ويعطى به السائل. وقال: نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدّمها بين يدي الحاجة يستعطف بها الكريم ويستنزل بها اللئيم. وقال عبد الملك تعلّموا الشعر ففيه محاسن تبتغى ومساوىء تتقى. وقال ابن الروميّ: وما المجد لولا الشعر إلا معاهد ... وما النّاس إلا أعظم نخرات وقال أبو تمّام الطائيّ: ولولا خلال سنّها الشعر ما درت ... بغاة العلا من أين تؤتى المكارم» ذمّ نسجه والتكسّب به قال الله تعالى: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «٥»، وقال ﷺ: لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلىء شعرا. وقال ﷺ: شرّ الناس من أكرمه الناس اتقاء لسانه. وقيل: لا تؤاخي شاعرا فإنه يمدحك بثمن، ويهجوك مجانا. وسئل بعضهم عن حوك الشعر فقال: هو أسرى «٦» مروءة الدني وأدنى مروءة السري.

1 / 106