237

مغني اللبيب

محقق

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٩٨٥

مكان النشر

دمشق

فَجَاءَت فِي افْتِتَاح الْكَلَام والوارد مِنْهَا فِي التَّنْزِيل ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ موضعا كلهَا فِي النّصْف الْأَخير
وَرَأى الْكسَائي وَأَبُو حَاتِم وَمن وافقهما أَن معنى الردع والزجر لَيْسَ مستمرا فِيهَا فزادوا فِيهَا معنى ثَانِيًا يَصح عَلَيْهِ أَن يُوقف دونهَا ويبتدأ بهَا ثمَّ اخْتلفُوا فِي تعْيين ذَلِك الْمَعْنى على ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا للكسائي ومتابعيه قَالُوا تكون بِمَعْنى حَقًا وَالثَّانِي لأبي حَاتِم ومتابعيه قَالُوا تكون بِمَعْنى أَلا الاستفتاحية وَالثَّالِث للنضر ابْن شُمَيْل وَالْفراء وَمن وافقهما قَالُوا تكون حرف جَوَاب بِمَنْزِلَة إِي وَنعم وحملوا عَلَيْهِ ﴿كلا وَالْقَمَر﴾ فَقَالُوا مَعْنَاهُ إِي وَالْقَمَر
وَقَول أبي حَاتِم عِنْدِي أولى من قَوْلهمَا لِأَنَّهُ أَكثر اطرادا فَإِن قَول النَّضر لَا يَتَأَتَّى فِي آيتي الْمُؤمنِينَ وَالشعرَاء على مَا سَيَأْتِي وَقَول الْكسَائي لَا يَتَأَتَّى فِي نَحْو ﴿كلا إِن كتاب الْأَبْرَار﴾ ﴿كلا إِن كتاب الْفجار﴾ ﴿كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون﴾ لِأَن أَن تكسر بعد أَلا الاستفتاحية وَلَا تكسر بعد حَقًا وَلَا بعد مَا كَانَ بمعناها وَلِأَن تَفْسِير حرف بِحرف أولى من تَفْسِير حرف باسم وَأما قَول مكي إِن كلا على رَأْي الْكسَائي اسْم إِذا كَانَت بِمَعْنى حَقًا فبعيد لِأَن اشْتِرَاك اللَّفْظ بَين الاسمية والحرفية قَلِيل ومخالف للْأَصْل ومحوج لتكلف دَعْوَى عِلّة لبنائها وَإِلَّا فَلم لَا نونت
وَإِذا صلح الْموضع للردع وَلغيره جَازَ الْوَقْف عَلَيْهَا والابتداء بهَا على اخْتِلَاف

1 / 250