حيث كانت نسبة الفتيات أكبر من نسبة الأولاد بدرجة عالية الدلالة فيما يتصل بتخيل الصورة الذكرية ترتقي الدرج وتدخل الغرفة، وهو بالطبع أقوى دليل على صدق نظرية فرويد، حيث إن ارتقاء السلم في نظرية فرويد هو رمز للجماع،
10
مثل هذا الدليل مشكوك فيه إلى حد كبير؛ لأن هذا الفرق المذكور بين الذكور والإناث لا ينهض دليلا على صدق نظرية فرويد إلا إذا تبنى التفسير الرمزي الذي يتضمن أن الفتيات يفكرن في الاتصال الجنسي بأبيهن، أي ب «مصادرة على المطلوب»، وما من نتيجة إلا ويمكن أن تكون مؤيدة إذا نحن أفرغنا عليها التفسير المطلوب تأييده. (2) تفسيرات تحصيل الحاصل
يلحق هذا أيضا بما يسمى «تفسيرات تحصيل الحاصل»
tautological explanations ، وهي صفة الفكر الأجوف، والعلم الأجوف الخالي من المحتوى المعلوماتي الحقيقي.
و«تحصيل الحاصل»
tautology
هو عبارة صادقة بالضرورة بسبب صورتها المنطقية ذاتها، مثال ذلك: «إنها تمطر أو لا تمطر »، وتعد تحصيلات الحاصل بصفة عامة خلوا من المعلومات، وتحصيل الحاصل ليس عيبا وليس سبة حين يجول في مجاله: فالمنطق والرياضة البحتة هما من قبيل تحصيل الحاصل، بمعنى أن نتائجهما لا تأتي بجديد لم يكن قابعا، على طريقته، في المقدمات غير أن العلوم التجريبية تريد أن تخبرنا خبرا عن العالم المحدد الذي تصادف أننا نعيش فيه، تريد أن تقول شيئا جديدا لم يكن لنا به علم، ومن ثم يتعين عليها أن تتنكب تفسيرات تحصيل الحاصل التي لا تحمل في جعبتها خبرا جديدا - لا تحمل «محتوى معلوماتيا» يزيدنا علما، بل تقول لنا ببساطة: إن «أ» هو «أ» (!).
ويعرف «تفسير تحصيل الحاصل» بأنه ذلك التفسير الذي يكون فيه «المفسر»
explanans (أي القضية التي تضطلع بالتفسير) لا يقول شيئا أكثر من «المفسر»
صفحة غير معروفة