310

مفردات القرآن للفراهي

محقق

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

الناشر

دار الغرب الإسلامي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٢ م

تصانيف

"بعلبك" (١). وهذه الكلمة هي التي تبدلت في العربية: "بُقعة" (٢). وأصلها من الفارسية. وهي: "بغ"، كما ترى في "بغداد" (٣). ومنها كلمة "باغ" للبستان.

= من احتجاج وردّ على أهل الكتاب الذين أبهموا مكان البيت الذي بناه إبراهيم وإسماعيل ﵉ بمكة:
"ثم ذكر البلد باسم (بكة) بمعنى البلدة، كما سماه إبراهيم ﵇، ودلّ به على تحريفهم في مزمور ٨٤ حيث جعلوه (وادي البكاء) ".
وجاء في المزمور المشار إليه (٥ - ٧): "طوبى لأناس عزّهم بدُ، طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعًا. أيضًا ببركات يغطّون مورة. يذهبون من قوة إلى قوة. يُرَون قدّام الله في صِهيون".
وقد أثبت المؤلف ﵀ في كتابه المذكور أن (مورة) تحريف (المروة) وهو موضع قربان إسماعيل ﵇، وأن "قدام الله" أو "أمام الرب" تعبير شائع في كتبهم عن النذر وخدمة بيت الله. فعبارة المزمور تشير إلى حجج بيت الله وطوافهم وسعيهم. أما "في صهيون" فزيادة مختلقة.
(١) معناه: مدينة بعل. واسمها في اليونانية: "هليو بوليس" أي مدينة الشمس. وهي مدينة قديمة على بعد ٨٥ كِيلًا من بيروت في سهل البقاع عند سفح جبل لبنان الشرقي. كانت من أهم المدن في العصر الروماني. فتحت صلحًا على يد أبي عبيدة بن الجراح ﵁ سنة ١٦ هـ. انظر المعجم الكبير ٢: ٤٢٧.
(٢) كلمة "بقعة" موجودة في العبرانية وآرامية العهد القديم [. . .] (بِقْعَة) والسريانية [. . .] (فِقَعْتَا) بمعنى الوادي والسهل. وقد أطلقت على (بعلبك) في سفر عاموس ١: ٥ [. . .] (بقعة الوثنية) مما يشير إلى أن كلمة "بقعة" في اللغات العربية والعبرانية والآرامية نظيرها "بكّة" في البابلية.
(٣) هي مدينة إسلامية بناها أبو جعفر المنصور وانتقل إليها مركز الخلافة عام ١٤٦ هـ.
ولكن اسمها "بغداد" جاهلي قديم وقد تضاربت الآراء في تفسير هذا الاسم مع الاتفاق
على أنه فارسي. فقال M.streck في مقاله في دائرة المعارف الإسلامية ٧:٣٦٩:
"فارسي من غير شك ومعناه: عطيّة الله أو هبته". وقد مال الكتاب المحدثون بوجه عام
إلى هذا التفسير. انظر برهان قاطع ١:٢٨٨ حاشية المحقق. والمعجم الكبير ٢: ٤٣٤.
ولكن عبد الرزاق الحسني علّق على الرأي المذكور فقال: "قد تحقق اليوم أن اللفظة
ليست بفارسية، بل هي آرامية تفيد معنى باب الإله أو باب الضأن أو دار الغزل .. " وقد
ورد ذكر مدينة "بغدادو" في وثيقة بابلية ترجع إلى عصر حمورابي (١٧٩٢ - ١٧٥٠
ق. م) سادس ملوك سلالة بابل الأولى، وتكرر اسمها في العصر الكشّي (١٥٠٠ =

1 / 318