مفردات القرآن للفراهي
محقق
د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٢ م
تصانيف
﴿إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾ (١).
ولكن الرأي في غير المشهود ربما يكون يقينًا، ويطلق الظن عليه بالمعنى الأعم، من غير تضمنه الشك، كما قال أوس بن حجر:
الألْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الـ ... ـظَّنَّ كَأنْ قَدْ رَأَى وقَدْ سَمِعَا (٢)
وقال دُرَيد بن الصِّمَّةِ:
فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنّوا بألْفَي مُدَجَّجٍ ... سَرَاتُهمُ فِي الفَارِسيِّ الْمُسَرَّدِ (٣)
وقال تعالى حكاية عن قول المؤمنين في القيامة:
﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ (٤).
(٦٧) الغيب (٥)
(١) الغيب اسم الحِدثان من غابَ غَيبًا وغَيْبَةً وغِيابًا وغُيوبًا ومَغيباَّ.
(١) سورة الجاثية، الآية: ٣٢.
(٢) البيت من قصيدته الرائعة التي يرثي بها فَضَالة بن كَلَدة الثقَفي. انظر ديوانه: ٥٣.
والبيت وحده في اللسان (لمع) وانظر تخريجه في الديوان: ١٥٧.
الألمعي: الذكي المتوقد الحديد القلب. وقال أيضًا من قصيدة في ديوانه ١٢٢:
فقومي وأعدائي يظنّون أنّني ... متى يُحدِثوا أمثالَها أتكلّمِ
قال ابن قتيبة في الشعراء: ٢٠٤ "يظنون: يوقنون، وليس من ظن الشك. قال الله جلّ وعزّ: ﴿وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾ التوبة: ١١٨، أي أيقنوا".
(٣) البيت من قصيدته المذكورة في ص ٢٨١ انظر الأصمعيات ١٠٧ وهو من الشواهد المشهورة. انظر مثلًا مجاز القرآن ١: ٤٠ وتأويل المشكل: ١٤٤، وغريب القرآن: ٤٠٦، والطبري ١: ٢٦٢؛ ١٣: ٨٧؛ ٢٥: ١٣٨. واللسان (ظنن).
مُذَجَّج: تام السلاح. سراتهم: ساداتهم وأشرافهم. الفارسي: الدرع المصنوع بفارس. المسرّد: المحكم النسيج.
(٤) سورة الحاقة، الآية: ٢٠.
(٥) تفسير سورة البقرة: ق ٢٢، المطبوعة: ٥٨.
1 / 297